×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 الدرس الثاني والخمسون

قَالَ تَعَالَى: ﴿هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْۗ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَفۡقَهُونَ ٧ يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعۡنَآ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ لَيُخۡرِجَنَّ ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚ وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَعۡلَمُونَ ٨ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ٩ وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنِيٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ١٠ وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١١ [المنافقون: 7- 11].

الشرح

لما ذَكَر الله سبحانه وتعالى في أول السورة صفات المنافقين، ذَكَر في هذه الآيات بعض مقالاتهم، فذَكَر مقالتين قالهما رئيسهم - عبد الله بن أُبَي ابن سَلول -، ونُسِب ذلك إليهم جميعًا لأنه رئيسهم، وهم ينقادون له، فكأنهم قالوهما.

قال الله عز وجل: ﴿هُمُ: أي: المنافقون، ﴿ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْۗ، أي: لا تتصدقوا على فقراء المهاجرين حتى يتفرقوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم !!

لأنهم غاظهم اجتماع المسلمين حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزعموا أن ذلك بسبب صدقاتهم، وأن المهاجرين جاءوا من أجل صدقاتهم، فأرادوا أن يمنعوا هذه الصدقات أو المعونات عنهم؛ من أجل أن يتفرقوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.


الشرح