الدرس التاسع والخمسون
قَالَ
تَعَالَى: ﴿ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمۡرَأَتَ
نُوحٖ وَٱمۡرَأَتَ لُوطٖۖ كَانَتَا تَحۡتَ عَبۡدَيۡنِ مِنۡ عِبَادِنَا صَٰلِحَيۡنِ
فَخَانَتَاهُمَا فَلَمۡ يُغۡنِيَا عَنۡهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيۡٔٗا وَقِيلَ
ٱدۡخُلَا ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّٰخِلِينَ ١٠ وَضَرَبَ
ٱللَّهُ مَثَلٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱمۡرَأَتَ فِرۡعَوۡنَ إِذۡ قَالَتۡ رَبِّ
ٱبۡنِ لِي عِندَكَ بَيۡتٗا فِي ٱلۡجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرۡعَوۡنَ وَعَمَلِهِۦ
وَنَجِّنِي مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ ١١ وَمَرۡيَمَ ٱبۡنَتَ عِمۡرَٰنَ ٱلَّتِيٓ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا
فَنَفَخۡنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتۡ بِكَلِمَٰتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِۦ
وَكَانَتۡ مِنَ ٱلۡقَٰنِتِينَ ١٢﴾ [التحريم: 10- 12].
الشرح
لما
ذَكَر الله جل جلاله في أول هذه السورة ما حصل من بعض أزواج النبي صلى الله عليه
وسلم معه، من معاتبتهن له في قضية مارية القبطية رضي الله عنها أو شرب العسل، وأن
ذلك أثر على النبي صلى الله عليه وسلم، وعاتب الله سبحانه وتعالى عائشة وحفصة رضي
الله عنهما على ما حصل منهما في حق النبي صلى الله عليه وسلم، ودعاهما سبحانه
وتعالى إلى التوبة.
ذَكَر
الله سبحانه وتعالى في آخر السورة وختمها بهاتين الآيتين في بيان علاقة الكافر
بالمسلم في نسب أو صهر، وأن ذلك لا ينفعه عند الله سبحانه وتعالى ما دام أنه كافر.
وذَكَر في المثل الثاني العكس، وهو أن ارتباط المسلم بالكافر، مع براءته من دينه، وكونه فَعَل ذلك من باب الضرورة، فإن هذا لا يضر المسلم.
الصفحة 1 / 676