·
فضَرَب في هذه الآيات الثلاث ثلاثة أمثلة:
المثل
الأول: كافرة زوجها مسلم.
المثل
الثاني: امرأة مسلمة زوجها كافر.
المثل
الثالث: امرأة ليس لها زوج، ولم يضرها ذلك، وهي مريم ابنة
عمران.
ففي
الآية الأولى قال عز وجل: ﴿ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ [التحريم: 10]، أي: لارتباطهم مع المسلمين، وقرابتهم
منهم في النسب أو الزواج.
﴿ٱمۡرَأَتَ
نُوحٖ﴾ فنوح عليه السلام هو أول
الرسل، وامرأته كانت كافرة.
﴿وَٱمۡرَأَتَ
لُوطٖۖ﴾ كانت كافرة.
فلم
يُغْنِ نوح ولا لوط، وهما نبيان من أنبياء الله سبحانه وتعالى - عن زوجتيهما
الكافرتين من الله شيئًا، ويقال لهما في الآخرة: ﴿ٱدۡخُلَا
ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّٰخِلِينَ﴾
نظرًا لعملهما الخبيث.
والسبب:
﴿فَخَانَتَاهُمَا﴾ أي: فلم تتبعاهما. أما لو أنهما اتبعتا النبيين
لاستفادتا من صحبتهما، لكنهما خانتاهما في الدين لا في العِرض، فالخيانة هنا كانت
في الدين، وهذا إجماع العلماء، وليس في العِرض فلم تزنيا؛ لأن الله سبحانه وتعالى
صان فُرش الأنبياء، فلا تكون زوجة نبي خائنة في عرضها أبدًا، حتى ولو كانت كافرة.
﴿فَلَمۡ
يُغۡنِيَا﴾، أي: فلم يرفع نوح ولوط
عليهما السلام، ﴿عَنۡهُمَا﴾،
أي: عن امرأتيهما.
﴿مِنَ ٱللَّهِ شَيۡٔٗا﴾وصارتا من أهل النار مع الكفار. فمن كان مع الكفار فهو معهم في الدنيا والآخرة.