الدرس الثاني والثلاثون
قَالَ
تَعَالَى: ﴿وَمَا لَكُمۡ لَا تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلرَّسُولُ
يَدۡعُوكُمۡ لِتُؤۡمِنُواْ بِرَبِّكُمۡ وَقَدۡ أَخَذَ مِيثَٰقَكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ
٨ هُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦٓ
ءَايَٰتِۢ بَيِّنَٰتٖ لِّيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ
بِكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ ٩ وَمَا لَكُمۡ أَلَّا
تُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَٰثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ لَا
يَسۡتَوِي مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ وَقَٰتَلَۚ أُوْلَٰٓئِكَ
أَعۡظَمُ دَرَجَةٗ مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَقَٰتَلُواْۚ وَكُلّٗا
وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ ١٠ مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا
فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥ وَلَهُۥٓ أَجۡرٞ كَرِيمٞ ١١﴾ [الحديد: 8- 11].
الشرح
﴿وَمَا لَكُمۡ لَا تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ﴾ [الحديد: 8] أيّ شيء يمنعكم؟! وما حُجتكم؟! وما عذركم
في أنكم لا تؤمنون بالله؟! هل خفي عليكم برهان؟! هل أنتم في شك مما جاءكم بعد هذه
البراهين؟!
﴿وَٱلرَّسُولُ يَدۡعُوكُمۡ لِتُؤۡمِنُواْ بِرَبِّكُمۡ﴾ فالله أرسل إليكم رسولاً يدعوكم إلى الإيمان، وأقام لكم
البراهين، فلماذا لا تؤمنون بالله عز وجل لما بَلَغتكم الحُجة، وانقطعت معذرتكم
ببعثة هذا الرسول إليكم؟!
توبيخ
من الله سبحانه وتعالى لمن لم يؤمن أو ضَعُف إيمانه؛ لأن الله أقام عليه الحجة
بإرسال الرسول مع ما ذكره من البراهين الموجبة للإيمان بالله سبحانه وتعالى.
وهذا
يدل على: أنه لابد من الرسول. أما البراهين العقلية والآيات الكونية فإنها لا تكفي
وإن كانت دلالات واضحات، ولأنها لا تكفي في بيان الإيمان الواجب لله عز وجل، إنما
هذا يحصل بإرسال الرسل وإنزال الكتب.
الصفحة 1 / 676