الدرس الثاني والأربعون
قَالَ
تَعَالَى: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ
لِإِخۡوَٰنِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَئِنۡ أُخۡرِجۡتُمۡ
لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمۡ أَحَدًا أَبَدٗا وَإِن قُوتِلۡتُمۡ
لَنَنصُرَنَّكُمۡ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ ١١ لَئِنۡ أُخۡرِجُواْ لَا يَخۡرُجُونَ مَعَهُمۡ
وَلَئِن قُوتِلُواْ لَا يَنصُرُونَهُمۡ وَلَئِن نَّصَرُوهُمۡ لَيُوَلُّنَّ
ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ ١٢ لَأَنتُمۡ
أَشَدُّ رَهۡبَةٗ فِي صُدُورِهِم مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا
يَفۡقَهُونَ ١٣ لَا يُقَٰتِلُونَكُمۡ جَمِيعًا إِلَّا فِي
قُرٗى مُّحَصَّنَةٍ أَوۡ مِن وَرَآءِ جُدُرِۢۚ بَأۡسُهُم بَيۡنَهُمۡ شَدِيدٞۚ
تَحۡسَبُهُمۡ جَمِيعٗا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا
يَعۡقِلُونَ ١٤ كَمَثَلِ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ
قَرِيبٗاۖ ذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ١٥ كَمَثَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ إِذۡ قَالَ لِلۡإِنسَٰنِ ٱكۡفُرۡ
فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّنكَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ
ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٦ فَكَانَ عَٰقِبَتَهُمَآ أَنَّهُمَا فِي
ٱلنَّارِ خَٰلِدَيۡنِ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَٰٓؤُاْ ٱلظَّٰلِمِينَ ١٧﴾ [الحشر: 11- 17].
الشرح
لما
ذَكَر الله سبحانه وتعالى ما حصل لبني النَّضِير، وأنهم خانوا العهد مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم؛ ذَكَر ما حصل من المنافقين، من موالاتهم ومناصرتهم.
فقال
سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ
إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ﴾،
والنفاق هنا هو: إظهار الإسلام وإبطان الكفر. فأظهروا الإسلام تَقيَّة، وأبطنوا
الكفر بالله حقيقة سبحانه وتعالى، فهم في الظاهر مع المسلمين، ولكنهم في الباطن مع
الكفار. وهذا شأن المنافقين في كل زمان ومكان.
وقوله:
﴿أَلَمۡ تَرَ﴾،
هذا استفهام تَعَجُّب من حالهم. وذلك كما حصل من عبد الله بن أُبي بن سَلول - رئيس
المنافقين -، ومَن معه مع بني النضير؛ لأنهم غرروا باليهود وخدعوهم، فهم: ﴿يَقُولُونَ لِإِخۡوَٰنِهِمُ
الصفحة 1 / 676