×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ [الحشر: 11]، سماهم إخوانهم في الكفر مع أنهم يَدَّعُون الإسلام.

فليست المسألة أو القضية قضية إظهار الإسلام مع ارتكاب ما يناقضه من نفاق ورِدة، وغير ذلك، وليست العبرة بالتسمي بالإسلام، وإنما العبرة بالحقيقة. فالذي يكون مسلمًا ظاهرًا وباطنًا - هذا هو المسلم الصحيح. وأما الانتساب للإسلام في الظاهر، وفي البطاقة الشخصية يجعل الديانة مسلمًا، وهو يرتكب شيئًا من نواقض الإسلام في الظاهر؛ كترك الصلاة، واعتناق المبادئ الهدامة، أو في الباطن وذلك بالنفاق والمَلَق الكاذب، فهذا لا عبرة في تَسمِّيه بالإسلام.

وهناك من أهل الكتاب مَن هو مؤمن بالله ورسله؛ كما قال عز وجل: ﴿لَيۡسُواْ سَوَآءٗۗ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ أُمَّةٞ قَآئِمَةٞ يَتۡلُونَ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ وَهُمۡ يَسۡجُدُونَ [آل عمران: 113]، وقال عز وجل: ﴿وَإِنَّ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَمَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُمۡ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِمۡ خَٰشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشۡتَرُونَ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنٗا قَلِيلًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ [آل عمران: 199].

فالله لا يَظلم أحدًا، بل إنه سبحانه وتعالى يستثني أهل الإيمان من كل أمة.

فالذين كفروا بعيسى عليه السلام، وكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وقتلوا بعض الأنبياء، وكَذَّبوا بعضهم - هؤلاء حَكَم الله عليهم بالكفر، وإن كانوا ينتسبون إلى أهل الكتاب. كالذي ينتسب إلى الإسلام، وهو لا يحقق هذا الانتساب.

فالعبرة ليست بالانتساب لا إلى أهل الكتاب ولا إلى المسلمين، وإنما العبرة بالحقيقة.


الشرح