الدرس السابع
قال
تعالى: ﴿يَوۡمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمۡتَلَأۡتِ وَتَقُولُ
هَلۡ مِن مَّزِيدٖ ٣٠ وَأُزۡلِفَتِ ٱلۡجَنَّةُ لِلۡمُتَّقِينَ غَيۡرَ بَعِيدٍ ٣١ هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٖ ٣٢ مَّنۡ خَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِ وَجَآءَ
بِقَلۡبٖ مُّنِيبٍ ٣٣ ٱدۡخُلُوهَا
بِسَلَٰمٖۖ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡخُلُودِ ٣٤ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيۡنَا مَزِيدٞ ٣٥ وَكَمۡ
أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّن قَرۡنٍ هُمۡ أَشَدُّ مِنۡهُم بَطۡشٗا فَنَقَّبُواْ فِي
ٱلۡبِلَٰدِ هَلۡ مِن مَّحِيصٍ ٣٦ إِنَّ فِي
ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ
شَهِيدٞ ٣٧﴾ [ق 30- 37].
الشرح
﴿يَوۡمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمۡتَلَأۡتِ وَتَقُولُ
هَلۡ مِن مَّزِيدٖ﴾ [ق: 30]
أي: يوم القيامة، يقول الله لجهنم يخاطبها. وجهنم: هي النار؛ لأن النار لها أسماء،
منها: جهنم، والسعير، والحريق. وهو قول حقيقي، فالله يكلمها وهي تجيبه، والله قادر
على كل شيء سبحانه وتعالى.
﴿هَلِ ٱمۡتَلَأۡتِ﴾
أي: هل أخذتِ نصيبك من البشر، ولم يَبْقَ فيكِ مكان للزيادة. لأن الله وعدها بأنه
سيملؤها؛ كما في قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوۡ شِئۡنَا
لَأٓتَيۡنَا كُلَّ نَفۡسٍ هُدَىٰهَا وَلَٰكِنۡ حَقَّ ٱلۡقَوۡلُ مِنِّي
لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ﴾ [السجدة: 13]، فهذا وعد من الله عز وجل.
وفي
الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «تَحَاجَّتِ
النَّارُ، وَالْجَنَّةُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ،
وَالْمُتَجَبِّرِينَ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: فَمَا لِي لاَ يَدْخُلُنِي إلاَّ
ضُعَفَاءُ النَّاسِ، وَسَقَطُهُمْ، وَعَجَزُهُمْ، فَقَالَ اللهُ لِلْجَنَّةِ:
أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَقَالَ لِلنَّارِ:
الصفحة 1 / 676