الدرس الحادي والثلاثون
قال
تعالى: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ
وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ١ لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ
وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ٢ هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ
وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ ٣ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ
عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يَعۡلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا
يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَاۖ وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا
كُنتُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ ٤ لَّهُۥ
مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ ٥ يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ
فِي ٱلَّيۡلِۚ وَهُوَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ٦ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَأَنفِقُواْ مِمَّا
جَعَلَكُم مُّسۡتَخۡلَفِينَ فِيهِۖ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وأَنفَقُواْ لَهُمۡ
أَجۡرٞ كَبِيرٞ ٧﴾
[الحديد: 1- 7].
الشرح
في
مطلع السورة الكريمة أخبر الله عز وجل عن نفسه عدة إخبارات، تدل على عظمته ووجوب
الإيمان به، ثم قال بعدها: ﴿ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ
وَرَسُولِهِۦ﴾ [الحديد: 7]؛ لأن هذه
الإخبارات تقتضي وجوب الإيمان به سبحانه وتعالى، فهي براهين على وجوب الإيمان
بالله سبحانه وتعالى والكفر بما سواه.
فقوله
سبحانه وتعالى: ﴿سَبَّحَ
لِلَّهِ﴾ هذا في عدة سور افتتحها
بالتسبيح، وهو التنزيه لله سبحانه وتعالى عما لا يليق به.
وكذلك
تأتي آيات في أثناء السور فيها التسبيح لله سبحانه وتعالى.
فتارة
سَبَّح نفسه فقال: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ
أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ﴾ [الإسراء:
1]، وتارة يخبر أن كل مَن في الكون في السماوات والأرض يسبحه سبحانه وتعالى. بلفظ
الماضي: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ﴾،
وبلفظ المضارع: ﴿يُسَبِّحُ
لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾
[الجمعة: 1]، وبلفظ الأمر: ﴿سَبِّحِ
ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى﴾
[الأعلى: 1].
الصفحة 1 / 676