الدرس الثامن والخمسون
قَالَ
تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ
وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَيۡهَا مَلَٰٓئِكَةٌ
غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا
يُؤۡمَرُونَ ٦ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَعۡتَذِرُواْ
ٱلۡيَوۡمَۖ إِنَّمَا تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ٧ يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوۡبَةٗ نَّصُوحًا عَسَىٰ
رَبُّكُمۡ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمۡ سَئَِّاتِكُمۡ وَيُدۡخِلَكُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي
مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ يَوۡمَ لَا يُخۡزِي ٱللَّهُ ٱلنَّبِيَّ وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ مَعَهُۥۖ نُورُهُمۡ يَسۡعَىٰ بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَبِأَيۡمَٰنِهِمۡ
يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتۡمِمۡ لَنَا نُورَنَا وَٱغۡفِرۡ لَنَآۖ إِنَّكَ عَلَىٰ
كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ٨ يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱغۡلُظۡ عَلَيۡهِمۡۚ
وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ ٩﴾ [التحريم: 6- 9].
الشرح
لما
ذَكَر الله سبحانه وتعالى ما حصل من بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في حقه من
الغَيرة، وأَمَرهن الـله بالتوبة، أَمَر سبحانه وتعالى في هذه الآيات سائر
المؤمنين أن يراعوا أهلهم، ومَن في بيوتهم من أزواجهم وأولادهم، ومَن يعيش معهم في
البيت، أَمَرهم سبحانه وتعالى أن يقوا أنفسهم أولاً، ومَن تحت أيديهم ثانيًا - من
النارَ، ويتخذوا وقاية تقيهم منها، وذلك بطاعة الله ورسوله، وتَرْك معصية الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم، فلا يقي من النار يوم القيامة إلاَّ هذا.
قال عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾، نداء من الله سبحانه وتعالى لهم باسم الإيمان؛ تكريمًا لهم وتشريفًا، وليعملوا بموجب هذا الإيمان، ومن ذلك: أن يقوا أنفسهم وأهليهم من النار، فإن هذا من مقتضى الإيمان الذي اتصفوا به.
الصفحة 1 / 676