×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿نَارٗا، نكرة؛ لتفخيم هذه النار، أي: نارًا عظيمة، وليست مثل نار الدنيا التي تعهدونها، توقد بالحطب، أو بالمواد المشتعلة.

فالنار يوم القيامة توقد بشيئين: ﴿ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ، أي: جثث أهل النار من الكفار والعصاة، تشتعل بهم النار. ﴿وَٱلۡحِجَارَةُ، وهي: حجارة من كِبريت، وهي: أشد اشتعالاً. وقيل: المراد بالحجارة: الأصنام، توقد في نار جهنم مع أصحابها؛ ليَروا أن عبادتها باطلة، وأنها لا تغني عن نفسها شيئًا حتى تغني عنهم!!

قال عز وجل: ﴿إِنَّكُمۡ وَمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمۡ لَهَا وَٰرِدُونَ ٩٨ لَوۡ كَانَ هَٰٓؤُلَآءِ ءَالِهَةٗ مَّا وَرَدُوهَاۖ وَكُلّٞ فِيهَا خَٰلِدُونَ ٩٩ [الأنبياء: 98- 99].

والملائكة والأنبياء والصالحون، إذا عُبِدوا من دون الله سبحانه وتعالى - لا يَدخلون في هذه الآية، بل هم مبعدون عن النار؛ لأنهم لم يَرْضَوْا أن يُعْبَدوا، ولم يأمروا بهذه العبادة، بل كانوا يَنْهَوْن عنها ويجاهدون أهلها، فلما ماتوا عبدوهم.

ثم ذَكَر الله سبحانه وتعالى مَن يقوم على هذه النار، ويتولاها ويتولى تعذيب أهلها فيها، فقال عز وجل: ﴿عَلَيۡهَا، أي: على النار.

﴿مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ، فهؤلاء هم الموكلون بتعذيب أهلها - والعياذ بالله - كما قال عز وجل: ﴿عَلَيۡهَا تِسۡعَةَ عَشَرَ [المدثر: 30]، أي: من الملائكة.

﴿مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ، أي: في طباعهم، ليس فيهم رحمة ولا شفقة على أهل النار؛ لئلا يطمع أحد أن يستعطفهم أو يتفاهم معهم؛ ليخلصوه أو يخففوا عنه من العذاب.


الشرح