﴿شِدَادٞ﴾، في أجسامهم، أقوياء، لا يعلم خلقتهم إلاَّ الله سبحانه
وتعالى. وفيهم من القوة ما لا تتصورها العقول، فلا يعجزون عن تعذيب أهل النار على
كثرتهم.
و
﴿لَّا يَعۡصُونَ
ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ﴾،
فلا يطمع أحد في أن يتساهلوا معه في أمر الله سبحانه وتعالى إذا أمرهم بتعذيب أهل
النار، بل إنهم يبادرون ويمتثلون أمر الله، ولا يتساهلون في تنفيذ أمر الله سبحانه
وتعالى. كما يحصل من بعض الناس في الدنيا، إذا صدرت الأوامر فإنه يتراخى فيها
ويتكاسل عنها، وربما تأخذه العاطفة والطمع.
﴿وَيَفۡعَلُونَ مَا
يُؤۡمَرُونَ﴾أي: ينفذونه كما أمر الله
سبحانه وتعالى. فلا مطمع لأهل النار في الملائكة أن يتساهلوا في حقهم، أو يعطفوا
عليهم.
وكل
هذا تحذير من أجل أن نأخذ حذرنا، وأن نستعد لما أمامنا.
ولما
كان الإنسان عرضة للنقص والخطأ، والتكاسل والإخلال، فَتَح الله له باب التوبة؛
لئلا يَقنط من رحمة الـله وييأس، فمما يقي من النار التوبة والطاعة والعمل الصالح.
ثم
قال عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَعۡتَذِرُواْ ٱلۡيَوۡمَۖ﴾،
أي: في الآخرة مما أنتم فيه من العذاب.
﴿مَا كُنتُمۡ﴾، أي: في الماضي، ﴿تَعۡمَلُونَ﴾ فهو عملكم أنتم، لم تُعَذَّبوا بعمل غيركم، فارجعوا إلى
أنفسكم باللوم والتوبيخ.
وهذا
نصيحة لنا، أن نعمل الصالحات، ولا نكون مثل أهل النار في ذاك الموقف المخزي -
والعياذ بالله -.
وهو نداء للكفار في الدنيا - أيضًا - أن يتوبوا إلى الله عز وجل، ويدخلوا في الإسلام، ويتبعوا هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، فالفرصة ممكنة.