×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

فهذا النداء يشمل نداءهم في الدنيا، وأنه لا يُقبل عذرهم في الآخرة، فعليهم أن يتوبوا في هذه الدنيا.

ثم نادى الـله سبحانه وتعالى المؤمنين مرة ثانية؛ لأن المؤمن يحصل منه خلل وتقصير ومعاصٍ، فالله عز وجل فَتَح له باب التوبة ليستدرك ما يحصل منه.

قال عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ، إذا حصل منكم ذنوب ومعاصٍ، وإن كانت كبيرة، وإن كانت كفرًا وشركًا أو ردة، توبوا إلى الله سبحانه وتعالى فإنه يَقبل توبتكم.

والتوبة تَجُبّ ما قبلها، كما أنها لا تُحدَّد بذنب خاص، فالله سبحانه وتعالى يتوب على الكافر والمشرك، والعاصي إذا تاب.

و«(التوبة» هي: الإنابة والرجوع عن المعصية إلى الطاعة.

﴿تَوۡبَةٗ نَّصُوحًا، أي: توبة صادقة خالصة، وليست باللسان فقط، وإنما تكون توبة صحيحة خالصة ناصحة. فـ«الناصح» هو: الخالص من كل شيء.

·        والتوبة يُشترط لها ثلاثة شروط:

الشرط الأول: تَرْك الذنب في الحال. ويُعبِّر عنه العلماء بالإقلاع عن الذنب.

الشرط الثاني: العزم على ألاَّ يعود إلى هذا الذنب في المستقبل.

فإن تاب المرء وهو مقيم على ذنبه، فهذا كذاب ولو تاب باللسان، ولكن إذا تاب وتَرَك العزم، بأن نوى أن يعود لهذا الذنب بعد أيام أو بعد سنة أو بعد رمضان، أو إذا انتهى الحج، فإنه يعود إلى الذنب، أي: يتوب توبة مؤقتة ثم يعود إلى الذنب بعد ذلك، فإن مثل هذا لا تُقبل توبته.


الشرح