الدرس التاسع والأربعون
قال
تعالى: ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي
ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡمَلِكِ ٱلۡقُدُّوسِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ ١ هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ
يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ
وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ ٢ وَءَاخَرِينَ
مِنۡهُمۡ لَمَّا يَلۡحَقُواْ بِهِمۡۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ٣ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ
وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ٤َ مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ ثُمَّ لَمۡ يَحۡمِلُوهَا
كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ يَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ بِئۡسَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ
كَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٥﴾ [الجمعة: 1- 5].
الشرح
هذه
السورة هي إحدى السور التي افتتحها الله عز وجل بالتسبيح، وجاء لفظ التسبيح في
أولها بصيغة المضارع: ﴿يُسَبِّحُ
لِلَّهِ﴾ وفي السور الأخرى جاء بلفظ
الماضي: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ﴾
[الصف: 1]، وجاء بلفظ الأمر: ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ
رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى﴾ [الأعلى:
1]، فهذا يشمل جميع الأوقات: في الماضي، والحاضر، والمستقبل.
و«(التسبيح»
معناه: التنزيه، أي: تنزيه الله سبحانه وتعالى عما لا يليق به من الصفات والأفعال.
فهو: المُنزَّه سبحانه وتعالى من كل وجه، ولا يلحقه ذم ولا نقص ولا عيب؛ لأنه كامل
بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، سبحانه وتعالى.
فالذي
يصف الله بالنقص لم يسبحه. والذي يشرك بالله ويدعو معه غيره، لم يسبح الله ولم
ينزهه عما لا يليق به. والذي ينفي أسماءه وصفاته أو شيئًا منها، لم يسبح الله ولم
ينزهه عن النقص. والذي يصف الله بالعجز، لم يسبحه سبحانه وتعالى. ولهذا قال سبحانه
وتعالى: ﴿وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ﴾ [الزمر: 67].
الصفحة 1 / 676