فكل
مَن صَدَر منه شيء فيه تَنَقُّص لله سبحانه وتعالى، فإنه لم يقدره قدره، ولم يَعرف
عظمته ولم يسبحه.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي
ٱلۡأَرۡضِ﴾ [الجمعة: 1]، من المخلوقات
الناطقة والصامتة، والحية والجامدة، كلها تسبح الله سبحانه وتعالى، ﴿تُسَبِّحُ لَهُ
ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّۚ وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا
يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡۚ﴾ [الإسراء: 44].
فكل
المخلوقات تُسَبِّح الله تسبيحًا لا يعلمه إلاَّ الله سبحانه وتعالى، ولها إدراك
ولها منطق يليقان بها، فهي تُسَبِّح الله سبحانه وتعالى وتنزهه عما لا يليق به!!
ومع
هذا يسيء بعض بني آدم في حق الله سبحانه وتعالى ويتنقصه، مع أن جميع المخلوقات -
الحجر، والشجر، والجبال، والنجوم، والأفلاك، والسماوات، والأرض وكل المخلوقات -
تُسَبِّح الله سبحانه وتعالى.
﴿ٱلۡمَلِكِ
ٱلۡقُدُّوسِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ﴾،
هذه أربعة أسماء من أسمائه سبحانه وتعالى.
و
﴿ٱلۡمَلِكِ﴾، هو: الذي بيده ملكوت السماوات والأرض ومَن فيهن، بيده
المُلْك، وهو على كل شيء قدير، فهو المالك المطلق الذي لا نفاد ولا زوال لمُلْكه
سبحانه وتعالى ([1]).
﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُۖ بِيَدِكَ ٱلۡخَيۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾ [آل عمران: 26]، فهو مالك الملك سبحانه وتعالى.
([1]) انظر: تفسير أسماء الله الحسنى للزَّجَّاج (1/ 30 و 62) وتفسير أسماء الله الحسنى للسعدي (1/ 233- 234).