×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 وأما ملوك الدنيا، فإن مُلْكهم زائل، علاوة على أنه مُلْك موهوب لهم من الله. ثم هو - أيضًا - عارية، يزول إما بموت المَلِك وإما بسقوطه والتغلب عليه.

يقول الشاعر:

وَمَنْ تَكْسُ تَاجَ الْمُلْكِ تَنْزِعُهُ غَدًا

 

بِأَيْدِي الْمَنَايَا أَوْ بِأَيْدِي عِدَاتِهِ

فمُلْك المخلوقين زائل، ومُلْك الله عز وجل هو الباقي المستمر، فهو المَلِك الحقيقي سبحانه وتعالى.

﴿ٱلۡقُدُّوسِ، صيغة مبالغة من التقديس، وهو: التنزيه عن كل عيب ونقص.

﴿ٱلۡعَزِيزِ، من العزة، وهو: القوي الذي لا يغلبه شيء سبحانه وتعالى.

﴿ٱلۡحَكِيمِ، الذي يضع الأمور في مواضعها، فهو سبحانه وتعالى يضع كل شيء في موضعه. أما الذي يضع الأشياء في غير مواضعها، فليس حكيمًا.

ومن حكمته سبحانه وتعالى العظيمة: أنه بَعَث في الأميين رسولاً منهم.

قال سبحانه وتعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ، أي: أَرْسَل، ﴿فِي ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ، جمع: أُمِّي، و«الأمي» في الأصل هو: الذي لا يقرأ ولا يكتب ([1]).

والمراد بالأميين هنا: العرب؛ لأنهم ليس لهم كتاب قبل القرآن، قال تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَيۡنَٰهُم مِّن كُتُبٖ يَدۡرُسُونَهَاۖ وَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمۡ قَبۡلَكَ مِن نَّذِيرٖ [سبأ: 44].

فكانت العرب تابعة لأهل الكتاب، وكان بعضهم تابعًا للوثنيين وعَبَدة الأصنام، وهم كثيرون، فكانوا ضائعين، بعد أن كان أولهم على ملة إبراهيم عليه السلام، لكن فشا فيهم الشرك وفشت فيهم الأخلاق الرذيلة،


الشرح

([1])  انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 68)، ولسان العرب (12/ 34).