فصاروا
ضائعين، منهم مَن يعتنق اليهودية، ومنهم مَن يعتنق النصرانية، ومنهم مَن يعتنق المجوسية،
ومنهم مَن يعتنق الوثنية، فكانوا ضائعين بين العالَم.
بينما
اليهود عندهم كتاب التوراة، والنصارى عندهم كتاب الإنجيل.
إلى
أن ﴿بَعَثَ فِي
ٱلۡأُمِّيِّۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ﴾،
هو: محمد صلى الله عليه وسلم.
و
﴿مِّنۡهُمۡ﴾: أي مِن نسبهم وجنسهم. وهكذا يرسل الله عز وجل إلى كل
أمة رسولاً منهم؛ لأنه لو جاءهم رسول لا يعرفونه ما اتبعوه. فمن حكمته سبحانه
وتعالى أنه يرسل الرسل من جنس المُرسَل إليهم؛ لأن هذا أقرب إلى استجابتهم له
وانتفاعهم به.
قال
تعالى: ﴿وَمَآ
أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوۡمِهِۦ لِيُبَيِّنَ لَهُمۡۖ
فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ﴾ [إبراهيم: 4].
فهذا
من حكمته سبحانه وتعالى، أن العرب رسولهم منهم ومن نسبهم، يتكلم بلسانهم ويعرفونه
ويعرفهم، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوۡ نَزَّلۡنَٰهُ عَلَىٰ بَعۡضِ ٱلۡأَعۡجَمِينَ ١٩٨ فَقَرَأَهُۥ
عَلَيۡهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ مُؤۡمِنِينَ ١٩٩﴾
[الشعراء: 198- 199].
فمن
حكمته سبحانه وتعالى أن جعل هذا الرسول من الأميين.
وهو
صلى الله عليه وسلم أمي، كما قال تعالى: ﴿ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ
ٱلۡأُمِّيَّ﴾ [الأعراف: 157]، وقال
تعالى: ﴿وَمَا كُنتَ
تَتۡلُواْ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَٰبٖ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِيَمِينِكَۖ إِذٗا لَّٱرۡتَابَ
ٱلۡمُبۡطِلُونَ﴾ [العنكبوت: 48].
وهذا
من أعظم معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم !! أن جاء بالقرآن الذي لا يستطيع الجن
والإنس - أن يأتوا بسورة منه أو من مثله.
فلو كان يقرأ ويكتب، لقال الكفار: إنه قرأ من الكتب السابقة، فجَمَع هذه الأمور لنا.