×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

فلما كان صلى الله عليه وسلم أميًّا، لا يقرأ ولا يكتب، وجاء بهذا الكتاب العظيم؛ دل ذلك على صدق رسالته صلى الله عليه وسلم.

﴿يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦولم يكن صلى الله عليه وسلم يقرأ أو يكتب، ﴿وَمَا كُنتَ تَتۡلُواْ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَٰبٖ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِيَمِينِكَۖ إِذٗا لَّٱرۡتَابَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ [العنكبوت: 48]، فالقرآن هو أعظم معجزة له صلى الله عليه وسلم، دالة على صدق رسالته صلى الله عليه وسلم؛ ﴿بَلۡ هُوَ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَۚ [العنكبوت: 49].

﴿وَيُزَكِّيهِمۡ، أي: يطهرهم من الأخلاق الرذيلة التي كانوا عليها في الجاهلية؛ لأنهم كانوا أمة مَهينة بين الأمم، لا قيمة لها، متدنسة بالوثنية، ومتدنسة بكل سوء.

وهذا الرسول طَهَّرها في عقيدتها، وفي معاملتها وفي أخلاقها، ومآكلها ومشاربها، فزَكَّاها، وطَهَّر أموالها من الربا والرشوة والمكاسب الخبيثة، وطَهَّر نفوسها بالعبادات والتوحيد والإخلاص من الشرك والوثنية.

﴿وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ، أي: مما علم من القرآن، حتى أصبحوا متعلمين، يقودون العالم بالعلم، بعد أن كانوا أميين، وبقي هو على أميته.

وكان صلى الله عليه وسلم يتلقى القرآن من ربه عز وجل بواسطة جبريل عليه السلام، ثم يعلمه لأصحابه، آيات وسورًا حتى تكامل القرآن عند وفاته صلى الله عليه وسلم، فحَفِظوه من الرسول صلى الله عليه وسلم وكتبوه كما تَلَقَّوْه عنه.

وفي تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم لهم، وتلقيهم عنه لهذا القرآن وحيًا من الله، - خروج لهم من الجهالة والضلالة.


الشرح