﴿وَٱلۡحِكۡمَةَ﴾ الحكمة هي: السُّنة، وهي: الأحاديث النبوية ([1])،
وهي مُفسِّرة للقرآن وموضحة له.
وقيل:
الحكمة هي: الفقه في الدين. عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعتُ النبي صلى الله
عليه وسلم يقول: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ»
([2]).
فالحكمة
تطلق على السُّنة النبوية، وتطلق على الفقه في الدين وفَهْم الآيات والأحاديث على
الوجه الصحيح. ومنها يتكون العلم، فليس العلم حفظ النصوص فقط.
فأصبحوا
علماء بعد أن كانوا أميين، وأصبحوا يُعلِّمون الناس، ويُعلِّمون الأمم والأجيال!
وهذه
أعظم نعمة من الله سبحانه وتعالى، فبعد أن كانوا متأخرين صاروا في المقدمة وأساتذة
العالم، وسادوا العباد والبلاد، وفتحوا القلوب بالعلم، وفتحوا البلاد بالجهاد في
سبيل الله، حتى دخلت دولة الفرس ودولة الروم تحت حكمهم بسبب أهليتهم للقيادة؛ وهذا
بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم ببركة هذا القرآن العظيم وهذه السُّنة النبوية.
﴿وَإِن كَانُواْ
مِن قَبۡلُ﴾، أي: من قبل أن يُبعث هذا الرسول
صلى الله عليه وسلم، وقبل أن يُنزَّل هذا القرآن العظيم.
﴿لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ﴾، كانوا تائهين في العالَم، ليس لهم قيمة، يتخطفهم الناس، وهم فيما بينهم يتحاربون ويتقاتلون، ويَسْبِي بعضهم بعضًا، ويأكل قويهم ضعيفهم، ويتغلب عليهم جبابرتهم وطواغيتهم، ويتسلط عليهم طواغيت الإنس والجن.
([1]) انظر: تفسير الطبري (7/ 369) وتفسير ابن كثير (2/ 139) وتفسير القرطبي، (2/ 131).