فليعمل
الإنسان في هذه الدنيا ما يعمل من خير أو شر، فإنه سيلاقي ربه سبحانه وتعالى،
ويجازيه على عمله.
﴿وَأَنَّهُۥ
هُوَ أَضۡحَكَ وَأَبۡكَىٰ﴾
هو وحده لا شريك له أضحك بعض الناس، وأبكى بعضهم. وكذلك الإنسان يمر عليه طور
يُسَر فيه ويضحك فيه، ويمر عليه طور يبكي فيه مما يصيبه من المصائب، فالدنيا تتغير
من سرور إلى حزن، ومن صحة إلى مرض، ومن رخاء إلى شدة.
فهو
أوجد هذين المتضادين - الضحك والبكاء - فهذا من عجائب قدرته سبحانه وتعالى.
﴿وَأَنَّهُۥ
هُوَ أَمَاتَ وَأَحۡيَا﴾،
فبيده الموت والحياة، فهو ﴿ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ
أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفُورُ﴾ [الملك: 2]، فلا أحد يملك الموت والحياة إلاَّ الله عز
وجل.
ولذلك
لما ناظر إبراهيم عليه السلام النمرود الذي يدعي أنه يقدر على كل شيء، فأُعجب
بمُلكه، ولما قال إبراهيم له: ﴿رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ﴾ قال مكابرًا: ﴿أَنَا۠ أُحۡيِۦ
وَأُمِيتُۖ﴾، بمعنى أنه يأتي باثنين
يستحقان القتل، فيعفو عن أحدهما ويَقتل الآخَر! فإبراهيم عليه السلام انتقل إلى
قاصمة الظهر، التي لا يستطيع النمرود أن يراوغ فيها، فقال: ﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ
يَأۡتِي بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِهَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِي
كَفَرَۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾
[البقرة: 258]
﴿وَأَنَّهُۥ خَلَقَ ٱلزَّوۡجَيۡنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰ﴾ [النجم: 45] من الآدميين ومن البهائم، ومن الأشجار والنباتات، خَلَق الذَّكَر والأنثى، ﴿وَمِن كُلِّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَا زَوۡجَيۡنِ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ﴾ [الذاريات: 49]، ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَزۡوَٰجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ وَمِنۡ أَنفُسِهِمۡ وَمِمَّا لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [يس: 36]، وذلك لبقاء المخلوقات، من نطفة، وهي النقطة، نقطة الماء.