أحب لقاء الله أحب الله
لقاءه ([1]).
وأنتم
تزعمون أن الجنة تنتظركم وأنها لكم، فلماذا تَبْقَوْن في هذه الدنيا، وأنتم أمامكم
الجنات والنعيم؟! اطلبوا من الله أن يميتكم حتى تصلوا إلى هذه الأمنية وهذه الكرامة.
﴿فَتَمَنَّوُاْ
ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ﴾أي:
ادْعُوا على أنفسكم بالموت، إن كنتم صادقين فيما ادعيتم!!
فإن
لم تفعلوا فإنكم غير صادقين. وهم يعلمون ذلك، ويعلمون ما عند الله لهم من العذاب
والنيران؛ لأنهم كفروا بالله، وعَصَوْا رسله، وفعلوا الأفاعيل القبيحة!!
فهم
يَعلمون مصيرهم ومستقبلهم؛ فلذلك لم يتمنوا الموت؛ ولهذا قال: ﴿وَلَا
يَتَمَنَّوۡنَهُۥٓ أَبَدَۢا﴾
[الجمعة: 7] والسبب: ﴿بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡۚ﴾،
أي: أنهم يَعرفون ما قَدَّمَتْ أيديهم للآخرة من الكفر وأذية الأنبياء والأعمال
المَشينة؛ لذلك يكرهون الموت؛ لأن الموت يوصلهم إلى ما يكرهونه.
كما
قال الله سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ إِن كَانَتۡ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ
خَالِصَةٗ مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٩٤ وَلَن
يَتَمَنَّوۡهُ أَبَدَۢا بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّٰلِمِينَ
٩٥﴾
[البقرة: 94، 95].
فأخبر سبحانه وتعالى أنهم لا يمكن أن يتمنوا الموت، وهم يَعرفون مصيرهم ومآلهم، ويَعرفون أفعالهم، بل إنهم يودون طول الحياة، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةٖ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۚ﴾ [البقرة: 96]، أحرص على البقاء في الدنيا من المشركين الذين يعبدون الأوثان.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6507)، ومسلم رقم (2683).