×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

فما فائدة الحياة الدنيا إذا لم تكن على عمل صالح وإن طالت؟! بل إن طولها أشقى للعبد؛ لأنه يَزيد من الكفر والمعاصي والذنوب!!

هذا قول جمهور المفسرين في الآية. وقيل: إن الله سبحانه وتعالى قال لهم: إن كنتم تزعمون أنكم على حق، وأن محمدًا والمسلمين على ضلال، فتعالَوا ندعُ بالموت على الضال منا!! وهذا من باب المباهلة بأن يُدْعَى على الضال من الفريقين بالموت العاجل.

وهذا اختيار الإمام ابن كثير، فإنه يرى أن هذه الآية وآية البقرة من المباهلة. والمباهلة: أن يُدْعَى بالموت أو اللعنة على الكافر من الفريقين.

﴿وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّٰلِمِينَ، من الفريقين. وإن تَمَنَّوْا لأنفسهم الأمنيات والدعاوى، فإن الله عليم بأحوالهم، ولا ينفعهم تمنيهم ودعاواهم؛ لأن الله عز وجل لا يَروج عليه الدعاوى والكذب، وهو عليم بالظالمين من الفريقين، من المسلمين أو اليهود، وسيُجازِي الظالمين بما يليق بهم.

ثم قال عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلۡ إِنَّ ٱلۡمَوۡتَ ٱلَّذِي تَفِرُّونَ مِنۡهُ فَإِنَّهُۥ مُلَٰقِيكُمۡۖ لما لم تَدْعُوا على أنفسكم بالموت كراهية له ورغبة في الحياة الدنيا، فإن الموت آتٍ عليكم ولابد، ولا نجاة لكم منه، وهو ملاقيكم.

ومن العادة أن ما تفر منه يكون خلفك، ولكن الموت تفر منه وهو أمامك ومحيط بك مهما حاولت. وهذا تهديد ووعيد لهم.

ثم إن المسألة ليست موتًا وتنتهي، بل هناك ما هو أشد، وهو أن المَرَد إلى الله ﴿ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ [الجمعة: 8]، ينبئكم بأعمالكم ويجازيكم عليها، ولا يمكنكم


الشرح