×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

وقد ذَكَر الله سبحانه وتعالى أن مِن صفاتهم القبيحة أنهم يَحلفون على الكذب، وهم يعلمون كذبهم، فلا يوقرون اليمين بالله عز وجل، فهم يحلفون بالله ويتنقصون الله سبحانه وتعالى، وهم يعلمون أنهم كاذبون.

قال سبحانه وتعالى: ﴿يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا، من قبورهم، ويَلْقَون الله سبحانه وتعالى لمحاسبتهم مع الناس، ﴿فَيَحۡلِفُونَ لَهُۥ كَمَا يَحۡلِفُونَ لَكُمۡ؛ لأن مَن عاش على شيء، مات عليه وبُعِث عليه يوم القيامة. فيحلفون لله عز وجل كما يحلفون لكم في الدنيا.

﴿وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ عَلَىٰ شَيۡءٍۚأي: يظنون أن هذا الحلف ينفعهم عند الله، كما كان ينفعهم عند المؤمنين.

لكن الله عز وجل يَعلم ما في قلوبهم، وإن حلفوا وتظاهروا بالجحود والإنكار، فإن ذلك لا ينفعهم عند الله؛ فالله عز وجل لا يُخدَع ولا يَروج عليه الكذب؛ لأنه يَعلم ما في الصدور.

والمشركون - أيضًا - ذَكَر الله عز وجل أنهم يوم القيامة يحلفون جَهْد أيمانهم - أنهم لم يشركوا بالله في الدنيا. فالله عز وجل يَعلم أعمالهم، ويَعلم ما هم عليه، فلا تنفعهم الأيمان.

فالمشركون يحلفون أنهم ما كانوا مشركين، والمنافقون يحلفون أنهم ما كانوا منافقين. ولكن هذا لا ينفعهم عند الله سبحانه وتعالى.

﴿أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ، حَكَم الله عليهم حكمًا مُؤكَّدًا بـ«إنَّ» وبـ ﴿أَلَآ أنهم هم الكاذبون، فلم تنفعهم أيمانهم عند الله سبحانه وتعالى.

ثم بَيَّن سبحانه وتعالى السبب الذي حَمَلهم على هذا الكذب وهذه الأيمان الفاجرة، وهو أن الشيطان ﴿ٱسۡتَحۡوَذَ عَلَيۡهِمُ، أي: تسلط عليهم وتَمَكَّن منهم، فصاروا من جنده.


الشرح