×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿فَأَنسَىٰهُمۡ ذِكۡرَ ٱللَّهِۚ، وإذا نَسُوا ذكر الله، قَلَّ الإيمان في قلوبهم، وقَلَّت خشية الله في قلوبهم، فلا يمتنعون من الكذب ومن الأعمال الرديئة؛ لأنهم لا يذكرون الله إلاَّ قليلاً.

فذِكر الله يعصم الإنسان من الشيطان. فإذا ذَكَر المسلم ربه انطرد عنه الشيطان ولا يتمكن منه. أما إذا غَفَل عن ذكر الله، قرب منه الشيطان، والشيطان وَسواس خناس، وسواس مع الغفلة، وخناس مع ذكر الله، هذه عملية الشيطان مع بني آدم.

فهم لما قَلَّ ذكر الله عندهم تسلط عليهم الشيطان. فهذا فضيلة ذكر الله سبحانه وتعالى، وأن ذِكر الله يطرد الشيطان.

﴿أُوْلَٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ، أي: جنده وجماعته. فالشيطان له حزب، والله عز وجل له حزب وله جند. فلينظر المسلم مع أي الجندين هو، هل هو مع جند الشيطان وحزبه؟ أو مع جند الله وحزبه سبحانه وتعالى ؟

ثم سَجَّل عليهم الخَسارة فقال: ﴿أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱلشَّيۡطَٰنِ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ [المجادلة: 19] الخاسرون في الدنيا والآخرة.

﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ٱلۡأَذَلِّينَ ٢٠ كَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغۡلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِيٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٞ ٢١ [المجادلة: 20- 21]، «المحادة» معناها: المشاقة لله ورسوله، بأن يكونوا في حد، والله في حد آخَر، أي: أنهم في جانب، والله ورسوله في جانب آخر، فينحازون إلى الشيطان.

فالذين يحادون الله ورسوله ([1])يعاقبهم الله بالإذلال والإهانة وعدم وصولهم إلى مقاصدهم.


الشرح

([1])  انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 353)، ولسان العرب (3/ 140).