فهم
لهم مقاصد، والله عز وجل يكبتهم، ولا يصلون إلى مقاصدهم. ومن أعظم مقاصدهم:
الإضرار بالمسلمين والمؤمنين، ولكن الله عز وجل يكبتهم، ويكفي المسلمين شرهم! فلا
تحزنوا من مكرهم وكيدهم؛ لأنهم مكبوتون ولا يصلون إلى نتيجة.
﴿كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ
مِن قَبۡلِهِمۡۚ﴾، من الأمم
السابقة، كَبَتهم الله، لما كفروا بالله عز وجل وشاقوا الأنبياء وعَصَوْهم،
كَبَتهم الله ونَصَر الله أنبياءه وأتباعهم، من قوم نوح وعاد وقوم هود، وسائر
الأمم الكافرة، ما حصلوا على طائل؛ لأن الله عز وجل كبتهم وأذلهم وأخزاهم.
فهذا
مصير كل مَن يحاد الله ورسوله، فلا تغتروا بهم ولا تحزنوا من أفعالهم؛ لأنهم مكبوتون
مهما حاولوا، ومهما كادوا من الكيد؛ لأنهم حادوا الله ورسوله.
وإن
كان عندهم قوة دنيوية وشوكة، وأموال وأولاد، فإن ذلك لا ينفعهم عند الله سبحانه
وتعالى، ولا يجعلهم أعزة، بل يجعلهم ذليلين دائمًا وأبدًا!!
ثم
قال عز وجل: ﴿كَتَبَ ٱللَّهُ
لَأَغۡلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِيٓۚ﴾،
كَتَب الله في اللوح المحفوظ أن الغلبة لله ولرسله، وأن الذِّلة والصَّغار على مَن
خالفهم، لا أحد يتغلب عليه، وما عداه ضعيف، فكيف يتغلب الضعيف على القوي؟!
ثم قال عز وجل: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ﴾ [المجادلة: 22] هذا فيه وجوب الولاء والبراء، الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، والبراءة من الكفار والمشركين. وهو باب وأصل عظيم من أصول العقيدة.