×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

إنما يرتد مَن لم يتمكن الإيمان من قلبه ولم يجد طعم الإيمان، هذا عُرْضة للردة والانتكاس.

أما الذي وصل الإيمان إلى قلبه وخالط بشاشته، فهذا يَثبت ثبات الجبال الرواسي، ولا تزعزعه الأحداث والمتغيرات والمغريات والتهديدات، بل يَثبت على الإيمان مهما كلفه الثمن؛ ولهذا قال عز وجل: ﴿وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡإِيمَٰنَ فلا شيء أحب عند المؤمنين من الإيمان، ﴿وَزَيَّنَهُۥ فِي قُلُوبِكُمۡ حيث تجدون حلاوته وزينته في القلوب وبشاشته، ﴿وَكَرَّهَ إِلَيۡكُمُ الكفر ضد الإيمان، الله كَرَّهه إلى المؤمنين؛ ولذلك تركوا الكفر وعَادَوْا أهله وتبرءوا منهم وقاتلوهم، ولو كانوا أقرب الناس إليهم.

·        لأن المعاصي على ثلاثة أقسام:

*كُفْر يُخْرِج من الملة.

*وفِسق لا يُخْرِج من الملة، ولكنه يَنقص الإيمان؛ مثل الكبائر التي دون الشرك، هذه فسوق.

*والعصيان: سائر المحرمات التي لم تصل إلى حد الكبيرة.

والله كَرَّه هذه الأقسام الثلاثة إلى المؤمنين الإيمان الصادق: كَرَّه إليهم الكفر؛ ولذلك ثبتوا على إيمانهم. وكَرَّه إليهم الفسوق؛ ولذلك لا يقعون في الكبائر؛ من شرب الخمر والزنا والسرقة... إلى آخره. وكَرَّه إليهم العصيان؛ ولذلك لا يخالفون المناهي الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، إذا بَلَغهم أن هذا نَهَى عنه الرسول تجنبوه ولا يقارفونه أبدًا؛ لأنهم يكرهونه، حيث جعل الله في قلوبهم كراهية ذلك.


الشرح