دُفِن فيها هو وصاحباه:
أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فكانوا لا يوسعون المسجد من الجهة الشرقية، فكانت
حجرة عائشة رضي الله عنها باقية على وضعها، فيها قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقبرا صاحبيه رضي الله عنهما.
فلما
جاء وقت الوليد بن عبد الملك، وَسَّع المسجد من جهة الشرق، وأَدْخَل حجرة عائشة
رضي الله عنها؛ مُحافَظةً على قبره الشريف وقبرَي صاحبيه رضي الله عنهما - من
الغلو فيهما، فهو صلى الله عليه وسلم دُفِن في حجرته التي مات فيها؛ لئلا يَحصل
الغلو عند قبره لو أُبْرِز ودُفِن في البقيع مع أصحابه؛ كما قالت عائشة رضي الله
عنها: «لَوْلاَ ذَلِكَ» يعني: لولا الغلو «أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غَيْرَ
أَنَّهُ خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا»([1]).
وفي
أولها قال عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُقَدِّمُواْ
بَيۡنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ
عَلِيمٞ﴾ [الحجرات: 1].
خطاب
للمؤمنين؛ لأن المؤمنين هم الذين يمتثلون الخطاب. ولأجل تشريفهم بذلك حيث ناداهم
الله باسم الإيمان تشريفًا لهم.
والإيمان:
قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، يَزيد بالطاعة، ويَنقص بالمعصية.
وهو أخص من الإسلام؛ لأن الدين على ثلاث مراتب: الإسلام والإيمان والإحسان؛ كما في حديث جبريل حينما سَأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن الإسلام وعن الإيمان وعن الإحسان، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ» ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (435)، ومسلم رقم (531).