الإنسان من باب أَوْلى.
الذي يغتاب أخاه كالذي يأكل لحمه ميتًا. فهذا من التنفير عن هذه الجريمة، فأَكْل
الميتة يكرهه الإنسان طبعًا، يكرهه بطبيعته، فكما كرهه بطبيعته يكرهه شرعًا؛ لأنه
كبيرة من كبائر الذنوب.
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ﴾
اتقوا الله بترك هذه الأمور التي مر ذكرها، اتقوا الله بتركها واجتنابها.
فدل
على أن مَن وقع في شيء منها، فإن تقواه لله إما معدومة وإما قليلة.
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٞ رَّحِيمٞ﴾ انظر، ما يَأَّس الله هؤلاء الذين وقعوا في هذه
الجرائم، بل فَتَح لهم باب التوبة فقال: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
تَوَّابٞ﴾هذا حَثٌّ لهم على التوبة،
وعدم الاستمرار فيما هم فيه أو اليأس من قَبول التوبة، فالله كثير التوبة؛ ولهذا
قال في الآية الأخرى: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ
أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ
جَمِيعًاۚ﴾ [الزمر: 53].
﴿إِنَّ ٱللَّهَ
تَوَّابٞ﴾ كثير التوبة، يَقبل التوبة
عن عباده، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ
وَيَعۡفُواْ عَنِ ٱلسَّئَِّاتِ﴾
[الشورى: 25]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ﴾
[البقرة: 160].
***
الصفحة 17 / 676