هذه كلها تبصرة للناس،
وتذكير للناس بأن خالقها سبحانه وتعالى، هو الذي لا يعجزه شيء، وهو المستحق للعبادة
سبحانه وتعالى دونما سواه، وأنتم المشركون تعبدون الأصنام فأين الذي خلقته هذه
الأصنام، بل الأصنام نفسها مخلوقة، وربما تكون هذه الأصنام أنتم الذين نحتموها
بأيديكم، قال سبحانه وتعالى: ﴿أَتَعۡبُدُونَ مَا تَنۡحِتُونَ﴾
[الصافات: 95] حجارة تنحتونها، وتعبدونها بعد ذلك، هل خلقت هذه المعبودات شيئًا من
هذه المخلوقات العظيمة؟ هل أحد قال: إن صنمه، أو إن معبوده غير الله أوجد كذا،
وكذا، أوجد جبلاً من الجبال، أو خلق شجرة من الأشجار، أما إنه بذرها، ونبتت فهذا
من الله عز وجل.
﴿تَبۡصِرَةٗ
وَذِكۡرَىٰ﴾ ولكن لمن؟ للغافل، للكافر،
للجاهل؟ لا، ﴿لِكُلِّ عَبۡدٖ
مُّنِيبٖ﴾ أي: راجع إلى الله عز وجل،
يرجع من الباطل إلى الحق، ويعترف بآيات الله سبحانه وتعالى، أما الذي يركب رأسه،
ويعجب برأيه، ويعاند فهذا لا حيلة فيه إنما هذا التبصر ﴿لِكُلِّ عَبۡدٖ
مُّنِيبٖ﴾، ليس لكل الناس، أي: رجاع
إلى الله سبحانه وتعالى.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه.
***
الصفحة 17 / 676