ومعنى
ذلك: أنه يقرأ منها، وليس المراد أنه يقرؤها كاملة كل جمعة على المنبر، بل كان
يقرأ منها، فهي رضي الله عنها عندما تلقفتها من الرسول صلى الله عليه وسلم في قراءته
لها من مجموع خطب حتى تكاملت عندها، وهذا مما يدل على أهمية هذه السورة، وعظمتها،
وعناية الرسول صلى الله عليه وسلم بقراءتها، وأنه كان يقرأ بها في المجامع
الكبيرة، كالعيدين، والجمعة؛ لما فيها من الوعظ، والتذكير.
قوله
سبحانه وتعالى: ﴿قٓۚ﴾:
هذا من الحروف المقطعة؛ لأن الحروف التي يُبنى منها كلام العرب ثمانية وعشرون
حرفًا، أولها الألف، وآخرها الياء، ومن جملة هذه الحروف حرف ﴿قٓۚ﴾.
وكمال
الحكمة في افتتاح السورة بهذه الحروف، لأن كثيرًا من السور افتتحها الله سبحانه
وتعالى بالحروف المقطعة، مثل: ﴿نٓۚ﴾، وقد يكون أكثر من حرف، مثل: ﴿يسٓ﴾، تارة يبدأ السورة بحرف واحد، وتارة بأكثر من حرف، وقد
أكثر المفسرون من الكلام في تفسير هذه الحروف، ولكن لم يستطيعوا تفسيرها والأقوال
كلها لا تقوى في النظر، وأقربها - والله أعلم - إما أن يُقال: هذا من المتشابه
الذي لا يعلمه إلاَّ الله، مثل كيفية الصفات، وكيفية ما وعد الله في الدار الآخرة،
فهي من المتشابه الذي لا يعلمه إلاَّ الله سبحانه وتعالى، وليست من المتشابه الذي
يُرد إلى المحكم؛ لأن المتشابه على قسمين:
الأول:
متشابه يعلمه الراسخون في العلم، بأن يردوا المتشابه إلى المحكم، ويفسرونه به.
الثاني: متشابه لا يعلمه إلاَّ الله سبحانه وتعالى، مثل كيفيات ما أخبر الله عنها في الآخرة، وكيفية الأسماء، والصفات، وكيفية ما في الجنة، وما في