الدرس الخامس
قال
تعالى: ﴿وَنَزَّلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ مُّبَٰرَكٗا
فَأَنۢبَتۡنَا بِهِۦ جَنَّٰتٖ وَحَبَّ ٱلۡحَصِيدِ ٩ وَٱلنَّخۡلَ بَاسِقَٰتٖ لَّهَا طَلۡعٞ نَّضِيدٞ ١٠ رِّزۡقٗا لِّلۡعِبَادِۖ وَأَحۡيَيۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةٗ
مَّيۡتٗاۚ كَذَٰلِكَ ٱلۡخُرُوجُ ١١ كَذَّبَتۡ
قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحٖ وَأَصۡحَٰبُ ٱلرَّسِّ وَثَمُودُ ١٢ وَعَادٞ وَفِرۡعَوۡنُ وَإِخۡوَٰنُ لُوطٖ ١٣ وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡأَيۡكَةِ وَقَوۡمُ تُبَّعٖۚ كُلّٞ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ
فَحَقَّ وَعِيدِ ١٤ أَفَعَيِينَا بِٱلۡخَلۡقِ ٱلۡأَوَّلِۚ
بَلۡ هُمۡ فِي لَبۡسٖ مِّنۡ خَلۡقٖ جَدِيدٖ ١٥﴾
[ق: 9- 15].
الشرح
لما
ذكر الله سبحانه وتعالى تكذيب المشركين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنكار
رسالته، وإنكار البعث بعد الموت، وتكذيبهم بالحق لما جاءهم وهو القرآن، بعد ما ذكر
الله سبحان وتعالى ذكر البراهين القاطعة التي ترد عليهم مما يشاهدونه في مخلوقات
الله العلوية، والسفلية التي تدل على وحدانيته، وعلي قدرته، وعلي استحقاقه
للعبادة، وعلي قدرته على البعث، ومن جملة ذلك: هذا البرهان الذي كل الناس
يشاهدونه، ولا أحد ينكره، وهو إنزال المطر من السماء، وما يترتب عليه من المنافع،
التي منها: إحياء الأرض بعد موتها، فقال:﴿وَنَزَّلۡنَا﴾
التنزيل يكون شيئَا فشيئًا، وعلى شكل نقط متفرقة، لا ينصب على مكان واحد، فمن الذي
يوزعه هذا التوزيع، ويديره هذا التدبير، ومن الذي يصرفه فينزل في مكان دون مكان،
وفي زمان دون زمان، من الذي ينزل الغيث؟ هو الله عز وجل، فكيف تستغربون أنه يبعث
الأموات، وتنكرون البعث، وكيف تستنكرون أنه يرسل الرسول الذي معه غيث القلوب وهو
الوحي، فإن الله عز وجل ينزل غيث الأرض، وهو أيضًا ينزل غيث القلوب الذي به تحيا،
وذلك
الصفحة 1 / 676