هذه
النتيجة لكل ما سبق، فالذي أحيا الأرض بعد موتها، والذي خَلَق الناس من العدم،
والذي أنبت الأشجار والنباتات والثمار بعد عدمها - قادر على أن يُحيي الموتى من
باب أَوْلى.
فهذه
الآيات فيها: تقرير رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
وفيها:
تقرير البعث وأنه حق.
وفيها:
تقرير القرآن، وأنه من عند الله سبحانه وتعالى لا شك فيه.
ففي
هذا رَدٌّ عليهم في هذه الأمور الثلاثة التي ذكرها الله في أول السورة.
وهكذا
القرآن يشتمل على البراهين العقلية والقطعية، وفي نفس الأمر هي وحي من الله عز وجل.
فهو دليل عقلي ودليل سمعي، برهان قاطع لا أحد يستطيع أن يَرُده أو أن يُكذِّبه،
فقامت الحجة على الخلق.
لكن
القرآن يحتاج إلى تدبر، يحتاج إلى تَفَهُّم؛ حتى يَنتفع الإنسان به ويَستخرج ما
فيه من البراهين والأدلة، ويوضحها. ليس المراد بالقرآن التغني بتلاوته فقط، أو
التلذذ بسماعه، هذا شيء طيب، ولكن هذا وسيلة، والغاية هي الانتفاع بالقرآن
والاهتداء به والإيمان به، هذا هو المقصود، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
***
الصفحة 12 / 676