الدرس الثامن
قال
تعالى: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا
بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ ٣٨ فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ
رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ ٱلۡغُرُوبِ ٣٩ وَمِنَ ٱلَّيۡلِ
فَسَبِّحۡهُ وَأَدۡبَٰرَ ٱلسُّجُودِ ٤٠ وَٱسۡتَمِعۡ
يَوۡمَ يُنَادِ ٱلۡمُنَادِ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ ٤١ يَوۡمَ يَسۡمَعُونَ ٱلصَّيۡحَةَ بِٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكَ يَوۡمُ
ٱلۡخُرُوجِ ٤٢ إِنَّا نَحۡنُ نُحۡيِۦ وَنُمِيتُ وَإِلَيۡنَا ٱلۡمَصِيرُ
٤٣ يَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلۡأَرۡضُ عَنۡهُمۡ سِرَاعٗاۚ ذَٰلِكَ
حَشۡرٌ عَلَيۡنَا يَسِيرٞ ٤٤ نَّحۡنُ
أَعۡلَمُ بِمَا يَقُولُونَۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِجَبَّارٖۖ فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ
مَن يَخَافُ وَعِيدِ ٤٥﴾ [ق: 38- 45].
الشرح
قال الله سبحانه وتعالى في ختام هذه السورة العظيمة: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ﴾ [ق: 38] هذا عَطْف على ما سبق في الرد على الكفار الذين يستغربون إعادة الخلق بعد موتهم، وينكرون البعث والنشور؛ لأن عقولهم لا تتصور هذا، ويقولون: ﴿أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗاۖ ذَٰلِكَ رَجۡعُۢ بَعِيدٞ﴾ [ق: 3]، فهم يستبعدون أنهم إذا استحالوا في الأرض وصاروا ترابًا أنهم يعودون خلقًا جديدًا؛ لأنهم لا يَقْدِرُون الله حق قدره، ولا يَعرفون قدرة الله التي لا يُعجزها شيء!! فذَكَّرهم الله سبحانه وتعالى بأنه خَلَق السموات السبع الطباق بقدرته سبحانه وتعالى، وخَلَق الأجرام الكبيرة العلوية بقدرته سبحانه وتعالى وخَلَق الأرض السبع الطباق بقدرته، قال سبحانه وتعالى: ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ وَمِنَ ٱلۡأَرۡضِ مِثۡلَهُنَّۖ﴾ [الطلاق: 12]،
الصفحة 1 / 676