×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 الدرس التاسع

﴿وَٱلذَّٰرِيَٰتِ ذَرۡوٗا ١ فَٱلۡحَٰمِلَٰتِ وِقۡرٗا ٢ فَٱلۡجَٰرِيَٰتِ يُسۡرٗا ٣ فَٱلۡمُقَسِّمَٰتِ أَمۡرًا ٤ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٞ ٥ وَإِنَّ ٱلدِّينَ لَوَٰقِعٞ ٦ وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡحُبُكِ ٧ إِنَّكُمۡ لَفِي قَوۡلٖ مُّخۡتَلِفٖ ٨ يُؤۡفَكُ عَنۡهُ مَنۡ أُفِكَ ٩ قُتِلَ ٱلۡخَرَّٰصُونَ ١٠ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي غَمۡرَةٖ سَاهُونَ ١١ يَسۡ‍َٔلُونَ أَيَّانَ يَوۡمُ ٱلدِّينِ ١٢ يَوۡمَ هُمۡ عَلَى ٱلنَّارِ يُفۡتَنُونَ ١٣ ذُوقُواْ فِتۡنَتَكُمۡ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تَسۡتَعۡجِلُونَ ١٤ إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّٰتٖ وَعُيُونٍ ١٥ ءَاخِذِينَ مَآ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَبۡلَ ذَٰلِكَ مُحۡسِنِينَ ١٦ كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ ١٧ وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ ١٨ وَفِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ ١٩ [الذاريات: 1- 19].

الشرح

هذه السورة افتتحها الله سبحانه وتعالى بهذه الأقسام، أي: الأيمان الصادرة منه سبحانه وتعالى، مع أنه سبحانه وتعالى هو الصادق الذي لا يتطرق شك إلى خبره سبحانه وتعالى، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلٗا [النساء: 122]، وقال عز وجل: ﴿قُلۡ صَدَقَ ٱللَّهُۗ [آل عمران: 95].

ومع هذا أَقسم سبحانه وتعالى بهذه المخلوقات العظيمة - على ما يَذكره من الخبر؛ توكيدًا لأمر عظيم.

والله عز وجل يُقْسِم بما شاء من خلقه، وهو لا يُقْسِم إلاَّ بشيء له أهمية وفيه عبرة، وقد أقسم سبحانه وتعالى في هذا القرآن بعدة أشياء في مواضع مختلفة، وهذه الأشياء فيها عِبَر وفيها أسرار عظيمة.

وهذا النوع من القرآن يسمى بـ«أقسام القرآن»، وقد جَمَعها ابن القيم رحمه الله في كتاب سماه «التبيان في أقسام القرآن».

أما المخلوق فإنه لا يُقْسِم إلاَّ بالله عز وجل.


الشرح