فَعَنِ
ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ
تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، وَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ
لِيَصْمُتْ» ([1]).
وَعَنْ
سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ: لاَ
وَالكَعْبَةِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لاَ يُحْلَفُ بِغَيْرِ اللهِ، فَإِنِّي
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ
اللهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ» ([2])
.
فالحَلِف
بغير الله شرك أصغر، وهو من الشرك في الألفاظ. إلاَّ إذا نوى تعظيم المحلوف به كما
يُعظِّم الله، فإنه يكون شركًا أكبر! كالذين يَحلفون بالأصنام وبالمعبودات، فهذا
شرك أكبر؛ لأنهم يعتقدون تعظيمها وعبادتها! ولهذا هم يحلفون بالله وهم كاذبون، ولا
يحلفون بمعبوداتهم الشركية إلاَّ وهم صادقون؛ لأنهم يخافون منها ولا يخافون من الله!!
﴿وَٱلذَّٰرِيَٰتِ﴾، «الذاريات»: هي الرياح. سُميت بالذاريات لأنها تَذْرو
التراب ([3])،
﴿ذَرۡوٗا﴾ توكيد للذاريات. ولأن في ذَرْوها نوعًا من اللطافة
والحكمة.
﴿فَٱلۡحَٰمِلَٰتِ وِقۡرٗا﴾، وهي السحاب. وسُميت حاملات لأنها تَحمل الماء وتسير به إلى حيث أمرها الله سبحانه وتعالى، قال عز وجل: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يُرۡسِلُ ٱلرِّيَٰحَ بُشۡرَۢا بَيۡنَ يَدَيۡ رَحۡمَتِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَقَلَّتۡ سَحَابٗا ثِقَالٗا سُقۡنَٰهُ لِبَلَدٖ مَّيِّتٖ فَأَنزَلۡنَا بِهِ ٱلۡمَآءَ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِۚ﴾ [الأعراف: 57]، فهي تَحمل الماء بإذن الله.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7401)، ومسلم رقم (1646).