فإبراهيم
عليه السلام بُشِّر مرتين: بإسماعيل، وهذه هي البشارة الأولى؛ لأن إسماعيل هو بكر
إبراهيم عليه السلام، وهو من هاجَر، وهي سرِّيَّة، تَسَرَّى بها عليه السلام. وأما
إسحاق عليه السلام، فهو من سارة، بنت عم إبراهيم عليه السلام.
·
فهاتان بشارتان:
الأولى:
قالوا: لا تخف، فطمأنوه.
الثانية:
بشروه بغلام عليم.
فضائل
عظيمة حصلت لإبراهيم عليه السلام في هذا الموقف، وكرامات من الله سبحانه وتعالى،
متتابعة لخليله إبراهيم عليه السلام.
فلما
سمعت امرأته هذا الخبر ﴿فِي صَرَّةٖ﴾
أي: في صيحة وصوت من التعجب. فهذا خبر عجيب!!
شيخ
كبير السن، يقال: عمره تِسعون سنة، وعجوز كبيرة السن، يقال: عمرها ثمانون سنة -
يُبشَّران بغلام!! هذا من أعجب العجائب.
جاءت
متعجبة، ﴿فَصَكَّتۡ
وَجۡهَهَا﴾ [الذاريات: 29]، أي: ضربت
على وجهها من الغرابة. ومن عادة المرأة أنها إذا أُخبرت بخبر غريب تَضرب على وجهها
من الاستغراب.
والعادة
أن العجوز لا تلد؛ لذا قالت متعجبة: ﴿عَجُوزٌ عَقِيمٞ﴾
[الذاريات: 29] وفي الآية الأخرى: ﴿ءَأَلِدُ وَأَنَا۠ عَجُوزٞ وَهَٰذَا بَعۡلِي شَيۡخًاۖ
إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عَجِيبٞ﴾
[هود: 72].
﴿قَالُواْ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡعَلِيمُ﴾ [الذاريات: 30]، أي: أن الله لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى. وفي الآية الأخرى: ﴿قَالُوٓاْ أَتَعۡجَبِينَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۖ﴾ [هود: 73]، فالله لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى، أَمْره فوق العادات وفوق المألوفات ﴿إِنَّمَآ أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيًۡٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ﴾ [يس: 82]، فهذا أَمْر من