وهذا
هو الذي خَلَق الله الجن والإنس من أجله، قال عز وجل: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ
ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾
[الذاريات: 56]، ولكنَّ كثيرًا من الناس ضلوا هذا الطريق، فعبدوا غير الله عز وجل.
فالله
عز وجل يَرُد عليهم في كثير من الآيات، ومنها هذه الآيات ﴿وَفِي ٱلۡأَرۡضِ
ءَايَٰتٞ لِّلۡمُوقِنِينَ﴾
[الذاريات: 20]، في جميع الأرض آيات، أي: علامات ودلالات على قدرة الله عز وجل
وعلى وجوب إفراده بالعبادة.
لأن
هذه الأرض وما عليها مخلوق لله، لا يشاركه فيه غيره. وهذه الآيات للموقنين الذين
يتيقنون أنه لا خالق لهذه الآيات الكونية إلاَّ الله.
ولا
أحد يَدَّعِي أبدًا أنه خَلَق شيئًا مما في الأرض! فكل هذه المخلوقات التي بثها
الله في الأرض مخلوقات الله عز وجل، فليس للأصنام والمعبودات من دون الله شركة
فيها ولا استقلال بالمِلكية.
فهذه
الأرض تَحمل آيات عظيمة: الجبال والأودية، والأشجار والأحجار، والتربة واختلاف
التربة، والنباتات المتنوعة مما هو غذاء للآدميين وما هو غذاء للبهائم، وما فيها
من المعادن، وما فيها من البحار وما فيها من الأنهار.
وما
فيها من المخلوقات المتنوعة من البشر على اختلاف أنواعهم، واختلاف أجناسهم،
واختلاف ألوانهم، واختلاف لغاتهم، واختلاف طبائعهم. والحيوانات والطيور... وغير
ذلك مما بثه الله في هذه الأرض.
هذا
فيه آيات وعِبَر، وكلها مخلوقات لله عز وجل.
ما أحد يَدَّعِي أنه خَلَق شيئًا منها، فلماذا يُعْبَد غير الله سبحانه وتعالى ؟!