فالآيات
الكونية للموقنين. أما الغافلون فهؤلاء لا ينتفعون بهذه الآيات ولا يتذكرون بها؛
ولهذا قال عز وجل: ﴿وَكَأَيِّن مِّنۡ ءَايَةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ
يَمُرُّونَ عَلَيۡهَا وَهُمۡ عَنۡهَا مُعۡرِضُونَ﴾
[يوسف: 105]، آيات كثيرة في السماوات والأرض، يمرون عليها وهم عنها مُعْرِضون.
كثير
من الناس ينظر إلى هذه المخلوقات نظر تَنَزُّه وتَرَفُّه، ولا ينظر إليها نظر
إيمان واعتبار! فهو ينظر من أجل الترفيه ولا يَعِنّ في خاطره أن هذه آيات الله ومخلوقات
الله!! وقليل من الناس مَن ينتبه لذلك.
﴿وَفِيٓ
أَنفُسِكُمۡۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ﴾
[الذاريات: 21]، في أنفسكم أيضًا آيات!
فهذا
الإنسان المركب من أعضاء وعظام، ولحم وعروق، وحواس وسمع وبصر، وآلات دقيقة لا
يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى، كل عضو وكل عضلة في جسم الإنسان يؤدي وظيفة، لا
يؤديها الآخَر.
ومع
هذا لا نعتبر بأنفسنا وبخلقنا!!
فَكِّر
في نفسك، وما فيك من العجائب، وما فيك من الرُّوح التي تَسري في هذا البدن ويتحرك
بها، وتفارق البدن في النوم ثم ترجع إليه، ثم تفارقه بالموت، ثم ترجع إليه بالبعث.
فَكِّر في هذا.
ولو
ذهبت إلى علماء التشريح وعلماء الطب، ووقفت على بعض ما في جسم هذا الإنسان من عجيب
التركيب والأعضاء المختلفة، لتعجبت أشد العجب.
ثم
هذا العقل الذي جعله الله في هذا الإنسان، وفَرَّق به بينه وبين البهائم، هذا من
العجائب.
فالرُّوح والعقل، والسمع والبصر، والكلام، والقلب... وغير ذلك من عجائب خلقة الإنسان - مما يُحير العقول.