ولهذا
قال: ﴿أَفَلَا تُبۡصِرُونَ﴾، أي: أفلا تبصرون ما في أنفسكم من العجائب؟!
ولو
أن عضوا من أعضائك أو عِرقًا من عروقك - تعطل أو مَرِض، ماذا يحصل لك من الخلل؟!
مَن الذي رَكَّب هذه الأعضاء، وأَمَدَّها وحَرَّكها، ونَظَّمها فيك بدقة متناهية
لا تدركها العقول؟ فهي من آيات الله سبحانه وتعالى.
﴿أَفَلَا
تُبۡصِرُونَ﴾، هذا تهديد من الله
واستنكار من الله، أنك لا تبصر ما فيك من الآيات.
ثم
قال عز وجل: ﴿وَفِي ٱلسَّمَآءِ
رِزۡقُكُمۡ وَمَا تُوعَدُونَ﴾
[الذاريات: 22]، لما انتهى من ذكر الأرض قال: ﴿وَفِي ٱلسَّمَآءِ
رِزۡقُكُمۡ وَمَا تُوعَدُونَ﴾
[الذاريات: 22] والسماء هي ما فوق الأرض، مما علا وارتفع ومن السماوات السبع
المبنية، فيها رزقكم وما توعدون.
و
﴿رِزۡقُكُمۡ﴾ أكثر الأقوال على أن المراد به: المطر، الذي هو سبب
للرزق وإنبات النبات، والشراب... وغير ذلك.
فإذا
انحبس المطر تضرر الناس والبهائم والطيور والمخلوقات! فالمطر بلا شك أنه رزق.
﴿وَمَا
تُوعَدُونَ﴾ وهو الجنة، فإنها في
السماء.
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾ [الذاريات: 23]، هذا قَسَمٌ من الله عز وجل، أَقسم
بنفسه عز وجل، وهو عز وجل صادق ولو لم يُقْسِم، لكنه أَقسم من باب التوكيد وقَطْع
الشكوك والوساوس.
والمُقْسَم عليه: ﴿إِنَّهُۥ﴾: أي ما ذكرنا في هذه السورة وفي غيرها، من وحدانية الله واستحقاقه للعبادة دون ما سواه، إنه لحق، لا يتطرق إليه الباطل.