﴿مِّثۡلَ مَآ
أَنَّكُمۡ تَنطِقُونَ﴾
[الذاريات: 23] أي: كنطقكم. فما أحد يَشُك في نطقه. فأحقية الله عز وجل أَثْبَتُ
مِن نطقك الذي تنطق به!
فكما
لا يَشُك أحد في نطقه وكلامه، فإنه لا شك في أحقية الله عز وجل للعبادة دون ما
سواه.
ثم
انتقل سبحانه وتعالى إلى قصة إبراهيم عليه السلام مع ضيفه.
والمناسبة
- والله أعلم -: أنكم إن كذبتم بهذا الحق، فإن شأنكم كشأن قوم لوط، شأنكم الهلاك
كما أهلكنا قوم لوط وغيرهم من الأمم المكذبة.
﴿هَلۡ أَتَىٰكَ
حَدِيثُ ضَيۡفِ إِبۡرَٰهِيمَ ٱلۡمُكۡرَمِينَ﴾
[الذاريات: 24]، فالنبي صلى الله عليه وسلم ما عاصر إبراهيم، ولا عاصر قوم لوط،
ولا عاصر الأمم السابقة؛ وإنما يُخْبِر عما أنزله الله عليه وآتاه الله من الوحي.
والاستفهام
هنا استفهام تحقيق، أي: قد أتاك ونَزَل عليك، ﴿حَدِيثُ﴾، والحديث: الخبر.
وهذا
كما ذكره الله عز وجل في سورة «هود»، وفي سورة «الحِجْر».
وقوم
لوط أمة تعيش في «سدوم» من الأردن، ولكنهم - والعياذ بالله - ابتُلوا بجريمة لم
يُسْبَقوا إليها!! وهي: إتيان الذكور وتَرْك الإناث! فما سبقهم بها من أحد من
العالمين، بل حتى البهائم لا تفعل هذا الشيء؛ لأن هذا مخالف للفِطَر والعقول،
فكانوا يأتون الذُّكران من العالمين.
فأرسل
الله إليهم نبيه لوطًا عليه السلام، ولوط هو ابن أخ إبراهيم عليه السلام، وكان
معاصرًا له.
بعثه الله إليهم؛ لينذرهم عاقبة الكفر ويُحذرهم من هذه الجريمة، ويأمرهم بتركها، وذَكَر لهم شناعتها وقبحها.