×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

·         والظلم هنا يراد به: ظلم الشرك، وظلم المعاصي، وظلم العباد أيضًا؛ لأن الظلم ثلاثة أنواع:

ظلم بين العبد وبين ربه، وهو الشرك، وهو أعظم الظلم ﴿إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ [لقمان: 13].

وظلم العبد لنفسه بالذنوب والمعاصي التي يقتصر ضررها عليه.

وظلم العباد بالتعدي عليهم في أموالهم ودمائهم وأعراضهم.

﴿فَلَا يَسۡتَعۡجِلُونِ لا يقولوا: عَجِّل لنا العذاب﴿عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا [ص: 16]، أي: نصيبنا من العذاب.

فالـله عز وجل لا يعبأ بتحديهم؛ لأنه قَدَّر الآجال وقَدَّر الأشياء، وكل شيء في وقته: ﴿لِّكُلِّ نَبَإٖ مُّسۡتَقَرّٞۚ وَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ [الأنعام: 67].

فلا يستعجلوا ولا يظنوا أن تأخر العذاب عنهم ليس بواقع، بل سيقع إن لم يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى.

ثم قال عز وجل:﴿فَوَيۡلٞ «ويل»: كلمة عذاب وتهديد، ﴿لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ من قريش؛ لأنهم كَذَّبوا الرسول صلى الله عليه وسلم. ﴿مِن يَوۡمِهِمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ [الذاريات: 60]، قيل: هو يوم القيامة. وقيل: يوم بدر، فإن الله عَجَّل لهم فيه ما عَجَّل من النكبة والقتل والذِّلة، قال تعالى: ﴿يَوۡمَ نَبۡطِشُ ٱلۡبَطۡشَةَ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ إِنَّا مُنتَقِمُونَ [الدخان: 16]، وذلك في يوم بدر، فإن الله أراهم ضعفهم وأراهم غطرستهم - أمام قلة من عباد الله المؤمنين.

فإن أجل الـله آتٍ لا محالة، ولكنه لا يأتي إلاَّ في أجله الذي ضربه الـله سبحانه وتعالى له، فلا يستعجلوه فإنه إذا نزل بهم فلا يستطيعون الخلاص منه ولا مقاومته ولا مدافعته، ما له من دافع.

***


الشرح