×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

فالطير تغدو خماصًا جائعة، وتروح بطانًا، أي: ترجع آخر النهار شبعى، من رزق الـله سبحانه وتعالى.

فهو الرزاق سبحانه وتعالى، لكم أيها الجن والإنس ولغيركم من المخلوقات.

﴿ذُو ٱلۡقُوَّةِ، ما هو بحاجة إليكم، الـله عز وجل قوي بذاته سبحانه وتعالى، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ، صاحب القوة، والقوة صفة من صفات الـله، وقوته لا تُضاهَى ولا تُغالَب سبحانه وتعالى.

كل قوة فإنها ضعيفة أمام قوة الـله سبحانه وتعالى؛ ولهذا لما قال قوم هود: ﴿مَنۡ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةًۖقال الـله عز وجل: ﴿أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمۡ هُوَ أَشَدُّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗۖ وَكَانُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا يَجۡحَدُونَ [فصلت: 15]، فكل القُوَى والقدرات ضعيفة أمام قوة الـله عز وجل وقدرته، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء سبحانه وتعالى.

﴿ٱلۡمَتِينُ، شديد القوة. فالمتين صفة لـله سبحانه وتعالى، فالقوة صفة، والمتين صفة أخرى.

ثم قال عز وجل: ﴿فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ من قومك يا محمد، ظلموا أنفسهم بالشرك والكفر والمعاصي، ﴿ذَنُوبٗا، أي: نصيبًا من العذاب، ﴿فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوبٗا مِّثۡلَ ذَنُوبِ أَصۡحَٰبِهِمۡ فَلَا يَسۡتَعۡجِلُونِ [الذاريات: 59] الذين مَضَوْا من الأمم الكافرة، لهم نصيب من العذاب مثل نصيب الأمم السابقة ينتظرهم، فلا يغتروا بإمهال الـله لهم، ويجحدوا العذاب ويستبطئوه، فكل شيء له أجل، لا يُقدِّم الـله شيئًا على أجله، ولا يؤخره عن أجله سبحانه وتعالى.


الشرح