لأن
الحلف تعظيم للمحلوف به، والتعظيم حق لـله سبحانه.
فقوله
سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلطُّورِ﴾
- الطور هو: الجبل. والمراد بالطور هنا: طُور سيناء، الذي كَلَّم الله عليه موسى
صلى الله عليه وسلم ([1])،
وسَيناء صحراء أضيف إليها الجبل؛ فرقًا بينه وبين غيره من الجبال.
﴿وَكِتَٰبٖ
مَّسۡطُورٖ﴾، قيل: هو اللوح المحفوظ
الذي كَتَب الـله فيه مقادير الخلائق. وقيل: المراد به الكتاب المنزل، وهو يشمل
التوراة والإنجيل والزَّبور والقرآن ([2]).
﴿فِي رَقّٖ
مَّنشُورٖ﴾، بفتح الراء على المشهور من
القراءات. والرَّق هو: ما يُكتب عليه من الجلود أو الأوراق.
﴿مَّنشُورٖ﴾ أي: مكتوب ([3]).
﴿وَٱلۡبَيۡتِ ٱلۡمَعۡمُورِ﴾، البيت المعمور الذي في السماء، وهو مثل البيت المعمور
في الأرض، وهو الكعبة. والبيت المعمور في السماء للملائكة، يطوفون به ويدخلونه؛
كما أن المسلمين يطوفون بالبيت الذي بالأرض ويُصَلُّون إليه.
والبيت المعمور في السماء السابعة. وقيل: في السماء الدنيا. وقيل: الذي في السماء السابعة هو البيت المعمور، والذي في السماء الدنيا هو بيت العزة، وكل منهما مُتعبَّد للملائكة. وهو بحيال الكعبة المشرفة.
([1]) انظر: تفسير الطبري (24 / 505)، وتفسير القرطبي (20 / 112).