×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 صبرتم أم لم تصبروا. فالصبر لا ينفعهم حينئذٍ، سواء عليكم الأمران: الصبر، وعدم الصبر. ليس هناك حيلة - والعياذ بالله -.

﴿إِنَّمَا تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ [الطور: 16]، هذا الذي حاق بكم ووقعتم فيه إنما هو بسبب أعمالكم الكفرية والشركية والإلحادية، ما ظلمناكم.

فالله لا يُعذِّب إلاَّ مَن يستحق العذاب، ولا يُنْعِم إلاَّ على من يستحق النعيم، وذلك بسبب الأعمال؛ كما قال الله عز وجل في الحديث القدسي: «يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلاَ يَلُومَنَّ إلاَّ نَفْسَهُ» ([1]).

﴿إِنَّمَا تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ [الطور: 16] هذا حَصْر، فالجزاء إنما هو بسبب أعمالكم، لن تُعذَّبوا بأعمال غيركم، أو تُعذَّبوا بغير سبب؛ إنما الذي عَذبكم هو أعمالكم التي شغلتكم بالباطل في الدنيا.

هذا، وبالله التوفيق، وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد.

***


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2577).