وجهنم
من أسماء النار، ومن أسمائها: سَقَر، والهاوية، وسِجِّين، والنار، والقارعة...
وغير ذلك، فلها أسماء كثيرة. ﴿إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ﴾،
فـ ﴿نَارِ
جَهَنَّمَ﴾ من إضافة الموصوف إلى صفته.
ثم
يقال لهم - من باب التبكيت والتوبيخ -: ﴿هَٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ﴾ [الطور: 14] التي كنتم في الدنيا تكذبون بها، لما
أنذرتكم الرسل ضحكتم وسخرتم وقلتم: ليس هناك جنة ولا نار، ولا بعث ولا نشور!! ﴿وَقَالُوٓاْ
إِنۡ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا وَمَا نَحۡنُ بِمَبۡعُوثِينَ﴾ [الأنعام: 29].
و
﴿هَٰذِهِ﴾ إشارة إلى النار، فهي حاضرة يرونها.
﴿أَفَسِحۡرٌ
هَٰذَآ أَمۡ أَنتُمۡ لَا تُبۡصِرُونَ﴾
[الطور: 15]؛ لأنهم كانوا في الدنيا يقولون عما أخبر به الرسول: «هذا سحر». أو -
والله أعلم -: هل هذا الذي أمامكم خيال أو حقيقة ناصعة واضحة؟ فهم كانوا في الدنيا
يتهمون الرسل بالسحر والكذب... وغير ذلك، من الأوصاف الذميمة، فيُوبَّخون يوم
القيامة.
و
﴿أَمۡ﴾ بمعنى «بل»، أي: بل أنتم لا تبصرون، يعني: في الدنيا ما
كنتم تبصرون البصيرة النافعة، وتعلمون أن ما أَخبرت به الرسل هو الحق وأنه لابد
منه، وأن الرسل صادقون مُصَدَّقون.
﴿ٱصۡلَوۡهَا فَٱصۡبِرُوٓاْ
أَوۡ لَا تَصۡبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡكُمۡۖ إِنَّمَا تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ
تَعۡمَلُونَ﴾ [الطور: 16] أي: ادخلوها،
وهي تصلاكم من فوقكم ومن تحتكم ومن أيمانكم ومن شمائلكم، ولا مفر لكم منها.
والصَّلْي هو: التعذيب بالحرارة الشديدة.
فالصبر لن ينفعكم بشيء، في الدنيا الإنسان يصبر على المكاره وعلى المشاق، وينتظر الفرج. لكن هذه ما منها فرج ولا مخرج، سواء