×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

أي: كالصوف المنفوش - من رِقتها، إذا جاء الهول والقضاء والقدر صارت رقيقة، صارت مثل العِهن المنفوش ([1])، وتكون هباءً منثورًا.

فالجبال تسير وتُنْسَف، وتُدَك، حتى تكون كأنها لم تكن، وكأنها لم توجد؛ لأن أجلها قد انتهى، وانتهت الدنيا بما فيها، وحانت الآخرة، فالذي أوجدها قادر على أن يُغَيِّرها سبحانه وتعالى !!

وإذا حصل هذا ﴿فَوَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ [الطور: 11]، ﴿فَوَيۡلٞ: وعيد من الـله. وقيل: هو وادٍ في جهنم. وقيل: هلاك. ﴿يَوۡمَئِذٖ أي: إذا حصلت هذه الأهوال ﴿لِّلۡمُكَذِّبِينَ، الذين كانوا يُكذِّبون الرسل - عليهم الصلاة والسلام - ويل لهم من عذاب الـله عز وجل.

﴿فَوَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ بالبعث والنشور، للمكذبين بالرسل، للمكذبين بكتب الـله عز وجل، ويل لهم، فقد حل بهم ما يوعدون!!

﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي خَوۡضٖ يَلۡعَبُونَ [الطور: 12] يخوضون ويترددون فيما جاءت به الرسل، بعضهم يقول: سِحر. وبعضهم يقول: كَِهانة. وبعضهم يقول: هََذَيان مجانين. وبعضهم يقول: أساطير الأولين. فهم يخوضون بالباطل بدلاً من أن يؤمنوا ويُصَدِّقوا ويستعدوا، أَمْضَوْا وقتهم في الخوض في الباطل - والعياذ بالله -.

وهم لم يُخْلَقوا للعب واللهو وإضاعة الوقت، إنما خُلِقوا لأمر عظيم لم ينتبهوا له، ولما نُبِّهوا لم ينتبهوا، بل كَذَّبوا بذلك، والعياذ بالله.

﴿يَوۡمَ يُدَعُّونَ أي: يُدْفَعون بقوة ويساقون بعنف ﴿إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا [الطور: 13] يُدْفَعون إليها بعنف وقسوة، لا رحمة ولا هَوادة، تدفعهم الزبانية - والعياذ بالله -، يساقون إليها ويدفعون إليها.


الشرح

([1])  انظر: تفسير الطبري (24/ 574).