ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا
لِيَعۡبُدُونِ﴾
[الذاريات: 56]، فالعبادة لله عز وجل هي حقه على عباده، ولا يجوز أن يُعْبَد معه
غيره.
فالله
عز وجل ذَكَر هذه الأصنام الثلاثة: اللات والعُزى ومناة؛ لأنها أكبر أصنام العرب،
ولأنها هي القريبة من مكة ومَهْبِط الوحي ومبعث الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا
بَطَلت عبادتها فبطلان عبادة غيرها من باب أَوْلى.
فقوله
عز وجل: ﴿أَفَرَءَيۡتُمُ﴾، هذا السؤال سؤال إنكار وتَحَدٍّ، أي: أَخبِروني أيها
المشركون عن شأن هذه الأصنام، هل تنفع؟ هل تضر؟ هل تَقْدِر على شيء؟ هل لها
تَصَرُّف في المُلْك؟ هل تسمع؟ هل تبصر؟ أَخبِروني عن شأنها، ولماذا اتخذتموها
آلهة من دون الله؟! ما السبب الذي حَمَلكم على ذلك؟!
و
﴿ٱللَّٰتَ﴾ بتخفيف التاء في الأصل: صخرة بيضاء في الطائف منقوشة،
بَنَوْا عليها بنية، وجعلوا لها سَدَنة، فصارت صنمًا لثقيف ومَن جاورهم من أهل
الطائف ([1]).
وقرئ:
«اللاتَّ» بتشديد التاء، اسم فاعل من «لَتّ يَلُتّ»، وهو اسم رجل صالح كان يُطْعِم
الحُجاج، ويَلُت لهم السَّويق ويطعمهم، فلما مات بَنَوْا على قبره بناءً وجعلوا
يعبدونه ([2])،
وهذا من الغلو في الأولياء والصالحين.
فعلى قراءة التخفيف: صخرة. وعلى قراءة التشديد: اسم رجل من الصالحين، لما مات غَلَوْا فيه وعبدوه من دون الله ([3]).
([1]) انظر تفسير ابن كثير (7/ 455).