و﴿وَٱلۡعُزَّىٰ﴾: صنم كبير لأهل مكة، وهو عبارة عن مجموعة أشجار عليها
بناية وستور وسَدَنة، وكانت لقريش وخُزاعة ومَن جاورهم ([1]).
و
﴿وَمَنَوٰةَ﴾: صنم لأهل المدينة من الأوس والخزرج ومَن جاورهم، تقع
في وادي المُشلَّل، قريبة من جبل قُدَيْد، كانوا يتخذونها ميقاتًا للإحرام،
ويُحْرِمون منها للحج والعمرة ([2]).
قالوا:
واشتقاق هذه الأسماء من أسماء الله: ﴿ٱللَّٰتَ﴾أخذوها
من اسم الله، و«العُزَّى» أخذوها من اسم العزيز، و ﴿وَمَنَوٰةَ﴾ من اسم المنان أي: المعطي سبحانه وتعالى ([3]).
فالله
تحداهم أن يبينوا ما هو السبب الذي حَمَلهم على عبادتها؟! هل هي تسمع وتبصر وتجيب
الدعاء وتغيث الملهوف؟! لن يستطيعوا أن يقولوا: إنها تَفعل شيئًا من ذلك!!
ثم إنه سبحانه وتعالى لما أنكر عليهم عبادتهم للأصنام وأبطلها، وتحداهم فلم يجيبوا عن شأنها؛ ذَكَر أيضًا نوعًا آخر من كفرهم، وهو أنهم يجعلون البنات لله عز وجل، فيقولون: «الملائكة هي بنات الله»، فيَنسبون الولد إلى الله، ويجعلون له ما يكرهون من الولد؛ لأنهم يكرهون البنات، فكيف ينسبونها إلى الله، وهم يكرهونها، وينسبون إلى أنفسهم الذكور؟! ﴿وَيَجۡعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكۡرَهُونَۚ وَتَصِفُ أَلۡسِنَتُهُمُ ٱلۡكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ﴾ [النحل: 62]، فإذا كانوا يُنزِّهون أنفسهم عن البنات، فكيف ينسبونها إلى الله عز وجل ؟!
([1]) انظر تفسير ابن جرير (27/ 37).