×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلۡأُنثَىٰ؟! فهم يقولون: إن الملائكة بنات الله، ويقولون: إن الله صاهر الجن، فجاءته منهم البنات، وهي الملائكة! تعالى الله عما يقولون، ﴿وَجَعَلُواْ بَيۡنَهُۥ وَبَيۡنَ ٱلۡجِنَّةِ نَسَبٗاۚ وَلَقَدۡ عَلِمَتِ ٱلۡجِنَّةُ إِنَّهُمۡ لَمُحۡضَرُونَ [الصافات: 158]، افتراءات على الله سبحانه وتعالى !

﴿أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلۡأُنثَىٰهذا استفهام إنكار وتوبيخ لهم؛ لتَنَقُّصهم لله عز وجل، الله منزه عن الولد، لم يتخذ ولدًا لا من الذكور ولا من الإناث!

النصارى يقولون: المسيح ابن الله. واليهود يقولون: عُزَير ابن الله. والمشركون يقولون: الملائكة بنات الله. تعالى الله عما يقول الجميع، ﴿لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ٣ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤ [الإخلاص: 3- 4].

فهذا من جملة مقالاتهم، فأنكر الله عليهم فقال: ﴿تِلۡكَ إِذٗا قِسۡمَةٞ ضِيزَىٰٓ [النجم: 22]، إذا كان له الأنثى ولكم الذَّكَر، فهذه قسمة جائرة، هذا من جهة العقل أنه ينسب إليه الناقص ويَنسبون إلى أنفسهم الأحسن. والخطاب لهم بما يفضحهم، وإلا فالله عز وجل ليس له ولد لا ذكر ولا أنثى، لكن الله يبين تنقصهم لله عز وجل ([1]).

ثم رد عليهم فقال: ﴿إِنۡ هِيَ إِلَّآ أَسۡمَآءٞ سَمَّيۡتُمُوهَآ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُم [النجم: 23] فاللات، والعزى، ومناة، ونسبة الولد إلى الله - كل هذه افتراءات، وأسماء فارغة ليس لها معنى، سميتموها من عند أنفسكم واتخذتموها آلهة من عند أنفسكم.

﴿مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلۡطَٰنٍۚ، يعني: من حُجة، فليس عندهم حُجة على عبادة هذه الأشياء، أو على نسبة الولد إلى الله عز وجل.


الشرح

([1])  انظر: تفسير الطبري (27/ 60)، وزاد المسير (8/ 73)، وتفسير القرطبي (17/ 102).