وهذا
دليل على: ربوبيته سبحانه وتعالى، وعلى استحقاقه للعبادة، وأن
عبادة ما سواه باطلة ممن لا يملك شيئًا في السماوات ولا في الأرض!!
هذا
إعلان منه سبحانه وتعالى لم يعارضه فيه أحد، فيَدَّعِي أن المُلْك له، أو أنه
يشارك الله عز وجل في مُلكه.
وذلك
برهان على وحدانيته سبحانه وتعالى في الربوبية والألوهية!
والمشركون
معترفون بأن آلهتهم لا تملك شيئًا في السماوات ولا في الأرض، معترفون بذلك، ومع
هذا يعبدونها! وهذا من انتكاس الفِطَر واختلال العقول. ما داموا يعترفون بأنها لا
تملك شيئًا، ولا تملك ضرًّا ولا نفعًا، ولا تدفع عن نفسها مَن أرادها، فكيف
تُعْبَد من دون الله عز وجل ؟!.
ثم
قال عز وجل: ﴿لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ
أَسَٰٓـُٔواْ بِمَا عَمِلُواْ وَيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ بِٱلۡحُسۡنَى﴾ [النجم: 31]، كما أنه مالك الملك وحده لا شريك له، فهو
الذي يجازي العباد على أعمالهم، فالجزاء من عنده سبحانه وتعالى.
فالذين
عملوا السيئات: من الشرك بالله والكفر والمعاصي - يَجزيهم بما عملوا، الجزاء
العادل الذي لا ظلم فيه.
وفي مقابل الإساءة: الإحسان، فالذين أحسنوا العمل وأتقنوه في طاعة الله سبحانه وتعالى، فجزاؤهم عند الله سبحانه وتعالى، يَجزيهم الله بالإحسان ﴿هَلۡ جَزَآءُ ٱلۡإِحۡسَٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَٰنُ﴾ [الرحمن: 60]؛ فهم أحسنوا فيما بينهم وبين الله بالعبادة والعمل الصالح، وأحسنوا فيما بينهم وبين الخَلْق ببذل المعروف، ونفع الناس، ومساعدة المحتاجين من الفقراء والمساكين.