×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

ثم قال الله عز وجل: ﴿فَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ وَٱعۡبُدُواْ۩ هذا هو اللائق بكم. فأَمَر الله بالسجود لأن السجود هو أعظم أنواع العبادة، «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ، وَهُوَ سَاجِدٌ» ([1])؛ لأنه يضع أشرف أعضائه على الأرض تواضعًا لله سبحانه وتعالى.

﴿وَٱعۡبُدُواْواعبدوا الله عز وجل بأنواع العبادة. والسجود نوع من أنواع العبادة لكنه ذكره تنويهًا بشأنه.

وهذه الآية من الآيات التي يُسْجَد عندها، فقد قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه، وعندهم الكفار جالسون معهم، فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد معه الحاضرون من مسلمين وكفار ([2]).

فهذه سورة عظيمة من أولها إلى آخرها!!

وانظر كيف بدأها بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم، وخَتَمها بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: ﴿وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ ١ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ ٢ وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤ [النجم: 1- 4]، وفي آخرها يقول: ﴿هَٰذَا نَذِيرٞ مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلۡأُولَىٰٓ [النجم: 56]، يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم، وأنه صادق في رسالته، وأن له سلفًا من إخوانه النبيين من قبله.

هذا، والله أعلم،

وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

***


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (482).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (4862).